الأسئلة التي يجب طرحها على مستشار التخطيط الاستراتيجي قبل وبعد التعاقد معه

قِيل ذات مرة: إذا سألت مستشاراً، "كم الساعة الآن؟"، سيجيبك، "دعني أرى ساعتك".

هذه النظرة الساخرة إلى مجتمع الاستشارات لها بعض المبررات، فمعظمهم اكتسبوا سمعة بتقديم ما يريده العملاء بدلاً مما يحتاجون إليه، ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالتخطيط الاستراتيجي، يمكن للمستشارين الخارجيين تأدية دور حاسم في توجيه المنظمات نحو النجاح عند توظيف الشخص المناسب.

يعمل مستشار التخطيط الاستراتيجي الجيد من كثب مع عملائه لتقييم الوضع الحالي، وتحديد الفرص والتحديات، ووضع خطة استراتيجية شاملة، ويستفيد من خبرته وتجربته لتقديم رؤى قيِّمة وتحليل موضوعي وتوصيات استراتيجية، فيجلب المستشارون منظوراً خارجياً، وهذا يساعد العملاء على التفكير النقدي والإبداعي لتحقيق أهدافهم.

من الهام أيضاً معرفة ما لا يفعله المستشارون، فهم لا يفرضون الحلول أو أجندتهم الخاصة، بدلاً من ذلك، يتعاونون مع العملاء، ويشاركون أصحاب المصلحة الرئيسين، ويديرون مناقشات مثمرة لضمان الفهم المشترك والالتزام بالخطة الاستراتيجية.

ماذا عن مستشار التخطيط الاستراتيجي في المنظمات غير الربحية؟

يتخصص مستشارو التخطيط الاستراتيجي للمنظمات غير الربحية في مساعدة هذه المنظمات على تطوير استراتيجيات فعالة لتحقيق رسالتها وأهدافها، ومن الفروق الرئيسة بين مستشاري التخطيط الاستراتيجي للمنظمات غير الربحية ونظرائهم في المنظمات الربحية التركيز على التأثير الاجتماعي والنتائج الموجهة نحو المهمة، فيفهم مستشارو المنظمات غير الربحية أهمية تحقيق الأهداف الاجتماعية أو البيئية أو الإنسانية مع معالجة الاستدامة المالية في الوقت نفسه.

عند توظيف مستشار للتخطيط الاستراتيجي، يجب أن تكون على دراية ببعض العوامل لضمان شراكة مثمرة، فأولاً وقبل كل شيء، من الضروري إجراء بحث شامل عن المستشارين المحتملين، واطلب توصيات من مصادر موثوقة مثل العملاء والبائعين، وراجع سجلهم وتقييم خبرتهم في مجال عملك أو قطاعك.

ابحث عن المستشارين الذين لديهم خبرة في العمل مع منظمات مماثلة لمنظمتك، فهم سيفهمون بشكل أفضل التحديات والفرص الفريدة التي تواجهها.

في حين أنَّ المؤهلات والخبرة هامتان، فمن الهام بنفس القدر تقييم نهج المستشار ومنهجيته، فيجب أن يكون المستشار الجيد شريكاً تعاونياً، يُصغي بفاعلية إلى احتياجات منظمتك وأهدافها، وتجنَّب المستشارين الذين يستخدمون نفس النهج مع الجميع أو يحاولون فرض أجندتهم الخاصة دون مراعاة السياق الخاص بمنظمتك.

كما يجب أن تثق بحدسك، فلا يتعين على مستشار التخطيط الاستراتيجي الجيد امتلاك الخبرة اللازمة فحسب، بل عليه أيضاً امتلاك مهارات تواصل قوية وقدرة على التكيف وشغفاً حقيقياً بنجاح منظمتك، فيجب أن يكون لديك توافق جيد مع المستشار، وأن تشعر بالثقة في قدرته على توجيه منظمتك من خلال عملية التخطيط الاستراتيجي.

أسئلة مقابلة توظيف مستشار التخطيط الاستراتيجي

تتطلب عملية إجراء المقابلات واختيار مستشار التخطيط الاستراتيجي دراسة متأنية وطرح الأسئلة الصحيحة لضمان التوافق، وفيما يأتي قائمة بسبعة أسئلة محددة وفريدة من نوعها يجب طرحها على المستشار قبل اتخاذ قرار التعاقد معه، وهي:

1. "هل يمكنك تقديم أمثلة عن عمليات التخطيط الاستراتيجي الناجحة التي قدتها في منظمات مماثلة لنا؟ ما هي المشكلة الأساسية، وكيف تعاملت معها؟".
2. "كيف تتعامل عادة مع عملية التخطيط الاستراتيجي؟ هل يمكنك أن تشرح لنا الخطوات أو إطار العمل الذي تتبعه؟".
3. "كيف تُشرك أصحاب المصلحة في عملية التخطيط الاستراتيجي؟".
4. "هل يمكنك مشاركة مثال محدد عن عملية في التخطيط الاستراتيجي تساعدك على مواجهة التحديات أو المقاومة داخل المنظمة؟ كيف تعاملت معها؟ ما كانت النتيجة؟".
5. "كيف تضمن أنَّ الخطة الاستراتيجية تتوافق مع رسالة منظمتنا ورؤيتها وقيمها؟".
6. "ما هو الدعم المستمر الذي تقدمه بعد تطوير الخطة الاستراتيجية لضمان تنفيذها؟".
7. "كيف تقيس نجاح وفاعلية عملية التخطيط الاستراتيجي؟".

من خلال طرح هذه الأسئلة، يمكنك الحصول على أفكار مفيدة عن خبرة الاستشاري ونهجه وتوافقه مع احتياجات مؤسستك، وتذكَّر أيضاً الانتباه إلى حدسك وتقييم مدى توافقك مع المستشار على المستوى الشخصي والمهني.

كم تكلفة مستشار التخطيط الاستراتيجي؟

يتضمن تحديد تكلفة مستشار التخطيط الاستراتيجي عدة عوامل تسهم في إجمالي الاستثمار، وأحد الاعتبارات الرئيسة هو نطاق العمل ومدى تعقيده، فعادة ما يحاسب المستشارون بناءً على مستوى الجهد المطلوب، ومن ذلك حجم المنظمة ومدى تعقيدها، وعدد أصحاب المصلحة المشاركين، ومدى عمق عملية التخطيط الاستراتيجي، على سبيل المثال، قد تحتاج منظمة غير ربحية صغيرة إلى عملية أقل شمولاً مقارنة بشركة كبيرة متعددة الجنسيات.

كما تؤثر خبرة المستشار في التكلفة، وإنَّ القاعدة العامة هي: "كلما زادت خبرة المستشار، زادت تكلفته"، وغالباً ما يتقاضى المستشارون الذين لديهم سجل حافل ومعرفة متخصصة في مجال عملك أو قطاعك رسوماً أعلى، وتضيف خبرتهم قيمة ورؤى إلى عملية التخطيط الاستراتيجي، وهذا يمكن أن يبرر استثماراً أكبر.

إضافة إلى ذلك، قد يتقاضى المستشارون الذين يقدمون خدمات إضافية تتجاوز مرحلة التخطيط، مثل دعم التنفيذ أو التدريب المستمر، رسوماً أعلى بسبب الالتزام والموارد التي يقدمونها.

عند النظر في رسوم المستشار، من الهام تحويل التركيز من النظر فقط إلى عدد الساعات التي يقضونها في العمل إلى تقييم القيمة التي يقدمونها، بدلاً من التركيز على عدد الساعات، فكر في التأثير الذي يمكن أن يحدثه المستشار في عملية التخطيط الاستراتيجي لمنظمتك والنتائج التي قد يساعدك على تحقيقها، وهذه طريقة أفضل بكثير لتحديد عائد الاستثمار لمستشار التخطيط الاستراتيجي.

الحصول على أقصى استفادة من خدمات مستشار التخطيط الاستراتيجي

يتطلب العمل بنجاح مع مستشار استراتيجي نهجاً تعاونياً واستباقياً من كلا الطرفين: العميل والمستشار، ولتطوير علاقة مثمرة، تقع على عاتقك بصفتك عميلاً المسؤوليات الآتية:

1. التواصل بوضوح

يعد التواصل المفتوح والصريح أساس العلاقة الناجحة بين المستشار والعميل، فعبِّر بوضوح عن أهدافك وتوقعاتك وأي تحديات محددة تواجهها، وشجع المستشار على طرح الأسئلة، وطلب التوضيح، وتقديم تحديثات منتظمة عن تقدمه.

التعامل مع المستشار بصفته شريكاً: عامل المستشار بصفته شريكاً موثوقاً به وليس شخصاً غريباً، وتعاون معه لتطوير الاستراتيجيات، ومعالجة المشكلات، واتخاذ القرارات المستنيرة.

2. توفير الموارد اللازمة

احرص على توفير المعلومات والبيانات والموارد التي يحتاج إليها المستشار لأداء عمله بكفاءة، ويشمل ذلك مشاركة الوثائق ذات الصلة، ومنح الوصول إلى أصحاب المصلحة الرئيسين، وتسهيل التواصل مع الفرق الداخلية.

3. قبول التغيير والقدرة على التكيف

اعلم أنَّ التخطيط الاستراتيجي غالباً ما ينطوي على التغيير، وقد يتطلب إجراء تعديلات على العمليات أو الهياكل القائمة.

4. الالتزام بالتنفيذ

تمتد العلاقة الناجحة بين المستشار والعميل إلى ما هو أبعد من مرحلة التخطيط، فاجعل نفسك وفريقك مسؤولين عن عملية التنفيذ، وتأكد من تنفيذ الاستراتيجيات المتفق عليها بفاعلية، واحرص على توزيع المسؤوليات، ووضع جداول زمنية واضحة، وإنشاء آليات للمساءلة لتعقب التقدم.

أسئلة يجب طرحها على مستشار التخطيط الاستراتيجي

ربما بدأت العمل مع مستشار للتخطيط الاستراتيجي، وتشعر بعدم اليقين فيما إذا كانت العملية تسير كما هو متوقع.

فيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها بعد اتخاذ قرار التعاقد مع المستشار:

1. "ما هو الجدول الزمني الإجمالي للخطة الاستراتيجية، وهل نحن نتقدم وفقاً للأهداف المرحلية المحددة؟"، يساعد هذا السؤال على قياس ما إذا كان المستشار يلتزم بالتوقعات وما إذا كان المشروع يسير وفقاً للتوقعات.
2. "ما هي النتائج أو المخرجات المحددة التي نتوقعها في كل مرحلة من مراحل عملية التخطيط الاستراتيجي؟" اطلب الوضوح بشأن المخرجات المتوقعة في المراحل المختلفة لتقييم ما إذا كان المستشار يقدم المخرجات اللازمة وما إذا كانت تتوافق مع توقعاتك.
3. "كيف تدمج التحديات والأهداف الفريدة لمنظمتنا في الخطة الاستراتيجية؟" قيِّم فهم المستشار للسياق الخاص بمنظمتك، وتأكد من تكييف نهجه وفقاً لذلك. يساعد هذا السؤال على التأكد من أنَّ الخطة الاستراتيجية ذات صلة وتلبي الاحتياجات الفريدة لمنظمتك.
4. "هل منهجياتك أو أطرك توجِّه عملية التخطيط الاستراتيجي بشكل فعال؟" افهم نهج المستشار ومنهجياته لتقييم ملاءمتها وفاعليتها لمنظمتك.
5. "كيف يشارك أصحاب المصلحة الرئيسون في العملية، وما هي الخطوات المتخذة لضمان استمرار دعمهم؟" يعد إشراك أصحاب المصلحة ودعمهم أمراً حاسماً للتنفيذ الناجح، فاستفسر عن فاعلية المستشار في إشراك أصحاب المصلحة الرئيسين وتعزيز دعمهم طوال العملية.
6. "هل يمكننا مراجعة المقاييس والمؤشرات المستخدمة لقياس التقدم والنجاح؟" اسأل عن المقاييس أو المؤشرات المحددة التي يستخدمها المستشار لتقييم تأثير وفاعلية جهود التخطيط الاستراتيجي، وتأكد من مراجعتها بانتظام.
7. "متى وكيف سننفذ الخطة الاستراتيجية؟" حدد كيفية مساعدة المستشار في مرحلة التنفيذ، واستفسر عن دوره في دعم تنفيذ الخطة، وما إذا كان يقدم الإرشادات، وإلى أي مدى سيقدم الدعم أو خدمات المتابعة المستمرة.

تقدم لك هذه الأسئلة الوضوح عن نهج المستشار والتقدم المحرز ومدى توافقه مع احتياجات منظمتك، وهذا يساعدك على تقييم ما إذا كانت العملية تسير على المسار الصحيح ومعالجة أي مخاوف قد تكون لديك.

في الختام

يعد اختيار مستشار مناسب للتخطيط الاستراتيجي لمنظمتك أمراً حاسماً لنجاح عملية التخطيط، فمن خلال البحث الدقيق وطرح الأسئلة المناسبة، يمكنك ضمان شراكة مثمرة، وتذكر أن تثق في حدسك وتقييم التوافق مع المستشار.

كما أنَّ التواصل الواضح والتعاون الفعال هما مفتاح العلاقة الناجحة؛ لذا تأكد من مشاركة الموارد اللازمة وقبول التغيير، فمن خلال هذه الخطوات، يمكنك تحقيق أقصى استفادة من عملية التخطيط الاستراتيجي وضمان مستقبل مزدهر لمنظمتك.