معالجة مخاوف شريك الحياة عند الانتقال إلى مهنة الاستشارات
هل تفكِّر في ترك وظيفتك المكتبية للعمل في مهنة الاستشارات؟ هل تتساءل إن كان ذلك يعزز حياتك المهنية أو يمنحك مزيداً من الوقت تقضيه مع عائلتك؟ أم ينتابك الفضول لمعرفة ما إذا كانت مهنة الاستشارات في الواقع أكثر فائدة من وظيفتك التقليدية؟
إذا كنت كذلك، فتابِعْ القراءة لتعرف الفوائد الرئيسة للانتقال إلى مجال الاستشارات، مثل الحصول على مزيد من التحكم في المشروعات التي تنوي القيام بها. سنقدِّم لك في هذا المقال نصائح عن كيفية التحدث عن هذه الخطوة الكبيرة مع شريك حياتك، وكيف تحافظ على مواردك المالية، وتحقِّق توازناً جيِّداً بين الحياة المهنية والشخصية.
كيف تُقنع شريك حياتك بمشروعك الاستشاري؟
إذا كنت تفكِّر في ترك وظيفتك التقليدية للعمل في مهنة الاستشارات، فهذه خطوة كبيرة عليك إقناع شريك حياتك بها، وفيما يأتي بعض النصائح لجعل هذه المحادثة سلِسَة قدر الإمكان:
- اختَرْ اللحظة المناسبة: اختَرْ الوقت المناسب الذي يتيح لك الكلام دون مقاطعة، وهذا يبيِّن شدة اهتمامك بالموضوع.
- اشرَحْ السبب: أخبِرْ شريك حياتك عن سبب انجذابك إلى مهنة الاستشارات الذي قد يكون تحقيق توازن أفضل بين الحياة المهنية والشخصية أو الحصول على مزيد من الحرية المهنية، واشرح احتياجات السوق وما يمكنك تقديمه، وكن واضحاً حتى يفهم المسألة بأبعادها كافة.
- أصغِ بعناية: بعد شرح السبب، أعطِه الفرصة ليتكلَّم، وأصغِ إلى أفكاره ومخاوفه، فالحصول على دعمه أمر بالغ الأهمية، ومعالجة مخاوفه جزء من هذه العملية.
- ضَعْ خطة أوَّلية: تحدَّث عن خطوات الانتقال، من التوقيت إلى مواجهة التحديات، واطلب من شريك حياتك المشاركة في عملية التخطيط حتى يكون مطمئناً من البداية.
- اسرُدْ الفوائد: اشرح له أنَّ مهنة الاستشارات لن تحسِّن حياتك المهنية فحسب؛ بل حياتك العائلية أيضاً، وبيِّنْ له أنَّ المرونة في العمل الحر تمنحك مزيداً من الوقت تقضيه مع عائلتك أو تستثمره في تطوير نفسك.
- اشرح وجهة نظرك المستقبلية: اذكر رغبتك في الاستمرار في العمل وصعوبة العثور على وظيفة جديدة بعد التقاعد من وظيفتك التقليدية.
ضمان الاستقرار في تغيير مسيرتك المهنية
لا شك أنَّ الانتقال من وظيفة بدوام كامل إلى مهنة الاستشارات أمر مثير، لكنَّه مقلق من الجهة المالية أيضاً، وإليك نصيحتَين لتجعل هذا الانتقال سلساً قدر الإمكان:
- اتخِذْ إجراءات مالية احترازية: ادَّخِرْ قدراً من المال كل شهر، سيُشعِرك هذا المال بالأمان عندما لا يكون لديك راتب ثابت، وادَّخر ما يكفي نفقات معيشتك بضعة أشهر.
- ابدأ بالتدرُّج: قدِّم خدمات استشارية صغيرة في البداية؛ لكي تكوِّن فكرة أوَّلية عن آلية سير العمل وتبنِّي سمعتك، ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه المشروعات الصغيرة إلى فرص أعظم ودخل أكبر.
بإنشاء صندوق ادِّخار والبدء بمشروعات صغيرة، ستقلِّل من الضغوطات المالية وتبني أساساً قوياً لمسيرتك في مهنة الاستشارات. اعلم أنَّ النمو المطَّرد والمال المُدَّخر يبعثان في نفسك الطمأنينة، ويتيحان لك إمعان التركيز في عملك.
إظهار خبرتك وإمكاناتك في مهنة الاستشارات
عندما تخطِّط للانتقال إلى مهنة الاستشارات، أقنِعْ شريك حياتك بقدرتك على النجاح، وإليك كيفية إظهار قيمتك وإقناعه بجدارة فكرتك:
1. المشروعات الناجحة
اضرب أمثلة عن المشروعات التي أحدثت فيها تأثيراً كبيراً، كتبسيطك لعمليات إحدى الشركات، والذي أدى بدوره إلى توفير كبير في التكاليف، أو تقديمك نظاماً جديداً حسَّن عرض الخدمات. ترسم الأمثلة الواقعية صورة أوضح لقدراتك.
2. الخبرة
تحدَّثْ عن السنوات التي قضيتها في الصناعة، وشبكة العلاقات التي أنشأتها، والخبرة التي كوَّنتها. لا يتعلق الأمر بما تعرفه فحسب؛ بل بكيفية استخدام هذه المعرفة لاتخاذ قرارات مستنيرة وتوجيه الآخرين أيضاً. بيِّن أنَّ هذه ميِّزة كبيرة في مهنة الاستشارات.
3. حل المشكلات
تحدَّثْ عن مشكلة عوِّيصة استطعت حلها، وليكن ذلك اكتشاف خطأ في الميزانية وإصلاحه، أو إدارة فريق في مشروع صعب؛ أي أظهِرْ قدرتك على حل أية مشكلة تعترض طريقك.
4. تزكيات العملاء
إذا كانت لديك تغذية راجعة من عملاء أو زملاء سابقين، فاذكرها، فقد تكون المراجعات الإيجابية حول أخلاقيات العمل أو النهج المهني أو جودة نتائجك مقنعة للغاية.
5. الترقيات العلمية
اذكر أي تدريب أو شهادات حديثة حصلتَ عليها، ويوضِّح هذا رغبتك في مواكبة المستجدات وقدرتك على المنافسة في مجال عملك.
6. شبكة العلاقات
بيِّنْ أنَّ شبكة علاقاتك في الصناعة تساعدك على إطلاق أعمالك الاستشارية. سواء أكانوا عملاء محتملين أم منتورز، فإنَّ وجود شبكة قوية يعدُّ ميِّزة عظيمة.
بالتركيز على هذه النقاط، لن تُطمئن شريك حياتك فحسب؛ بل ستوضح لنفسك أيضاً نقاط القوة والفرص التي تضيفها إلى مسارك المهني الجديد، وتُسهِّل عليك تهيئة نفسك بهذه الطريقة القيام بدورك الجديد بثقة.
الحفاظ على التوازن بين الحياة العملية والشخصية
عندما تدخل مهنة الاستشارات، من الضروري أن تحافظ على التوازن بين حياتك المهنية والأُسرية، فمن الطبيعي أن تشغلك الاجتماعات واحتياجات العملاء، لكن يجب ألَّا يكون هذا على حساب أسرتك، وإليك بعض الخطوات لِتواجه هذه المعضلة:
1. وضعُ الحدود
حدِّدْ مواعيد عملك بدقة والتزمها، وأخبِرْ عائلتك وعملائك بهذه المواعيد لتجنُّب مكالمات العمل في الوقت المخصص للعائلة. مثلاً، بيِّنْ أنَّك لن ترد على رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل بعد الساعة 7 مساءً.
2. تفويض المهام
لا تفعل كل شيء بنفسك في المنزل، ربَّما يساعدك شريك حياتك على ترتيب مكتبك في العمل. اطلب من أحد الزملاء إرسال التقارير بالنيابة عنك، سيساعد هذا على تجنُّب الاحتراق الوظيفي.
3. تحديد الأولويات بحكمة
حدِّدْ المهام التي تتطلب اهتمامك الشخصي أكثر من غيرها، وأنجزْها أولاً، فقد يعني هذا إعداد عرض تقديمي للعميل بعد مساعدة طفلك على واجباته المدرسية.
4. وقت العائلة
خصِّصْ وقتاً للنشاطات العائلية لا يتخلَّله أية مقاطعات تتعلق بالعمل، وأعطِ الأولوية لهذا الوقت ولا تتنازل عنه أبداً.
اعلم أنَّ التوازن المثالي لا يتحقق بين عشيَّة وضحاها، ويتطلب الأمر المران والصبر. اضبِطْ الأمر في أثناء تقدُّمك، ولا تقسُ على نفسك.
كيف تعزز مهنة الاستشارات حياتنا العائلية؟
لا تعزز مهنة الاستشارات النمو المهني فحسب؛ بل تعزز حياتك العائلية إلى حدٍّ بعيد أيضاً، وإليك الطريقة:
1. الجدول الزمني
تتيح لك مهنة الاستشارات تحديد موعد عملك. بإمكانك مثلاً حضور مباراة كرة قدم يشارك فيها ابنك، أو أخذ إجازة في منتصف الأسبوع للقيام برحلة عائلية دون القلق بشأن موافقة رئيسك. يتعلَّق الأمر بالحرية في تخصيص الوقت لما هو أكثر أهمية لك ولعائلتك.
2. العمل من المنزل
يعمل عدد من المستشارين من المنزل، وهذا يحفظ لك ساعات العمل التي قد تهدرها في وسائل النقل العامة، فلا يوفر عليك عناء التنقل فحسب؛ بل يتيح لك قضاء فترة الصباح مع العائلة، واصطحاب أطفالك إلى المدرسة وما أشبه ذلك. باختصار ستكون موجوداً مع العائلة في اللحظات اليومية الهامة.
3. التعلم والنمو
أنت تتعلم من كلِّ مشروع أو عميل جديد، وهذا في حدِّ ذاته يحافظ على حماستك تجاه العمل، ويساعدك أيضاً على تطوير مهارات جديدة تطبِّقها في الحياة اليومية. سواء أكان الأمر يتعلق بإدارة أفضل للوقت أم تحسين تقنيات التواصل، فإنَّ هذه المهارات تفيدك في حياتك الأسرية أيضاً.
في نهاية المطاف، توفِّر الاستشارات مزيجاً من المرونة والفرص الجديدة التي قد تؤدي إلى أسلوب حياة مريح ومتوازن، فأنت لا تتقدَّم في مهنتك فحسب؛ بل تصنع حياة تمنحك الوقت لتكون بين أهلك وأحبَّتك في اللحظات الهامة.
الاستعداد للتحديات وطمأنة شريك حياتك
الاستشارات مهنة ممتعة، لكنَّها مع ذلك لا تخلو من التحديات والمعوقات، لذلك عليك الاستعداد أنت وشريك حياتك لهذا الأمر حتى يكون كلٌّ منكما على بيِّنة من أمره من البداية.
1. تقلُّبات الدخل
لن يكون دخلك ثابتاً كما في الوظيفة العادية، وهذا أمر مقلق. تحدَّث مع شريك حياتك عن إمكانية إنشاء صندوق مؤقَّت للادخار للتخفيف من أثر هذه التقلبات، وخطِّطْ أيضاً لكيفية ضبط إنفاقك في الأشهر التي تعاني فيها ضائقة مالية.
2. التفاوت في عبء العمل
قد تكون غارقاً في العمل في بعض الأسابيع، وليس لديك عمل في أحيان أخرى. ناقِشْ مع شريك حياتك كيفية استثمار الوقت الذي ليس لديك فيه عمل، وكيفية دعم كلٍّ منكما الآخر عندما يكون العمل في ذروته.
3. التعامل مع عدم اليقين
الاستشارات مهنة لا يمكن التنبؤ بها. ناقِشْ شريكك كيف ستتعامل مع التحديات المحتملة، مثل التغيرات في السوق أو إلغاء المشروع للتخفيف من حدة الموقف.
التفاهم مع الشريك أمر لا بدَّ منه حتى يكون كل منكما على دراية بالنتائج المحتملة عند الانتقال إلى العمل الحر.
وضع خطة انتقالية تدريجية إلى مهنة الاستشارات
إذا كنت تفكِّر في الانتقال إلى مهنة الاستشارات، فعليك التخطيط بحكمة. إليك نصائح لِكيفية إجراء الانتقال بسلاسة وفعالية:
- قيِّمْ وضعك الحالي: ألقِ نظرة فاحصة على وظيفتك الحالية، ومدَّخراتك الشخصية، والتزاماتك العائلية، فستساعدك معرفة هذه الأمور الأساسية على اتخاذ قرارات مستنيرة.
- حدِّدْ أهدافاً واضحة: حدِّدْ غايتك من مهنة الاستشارات، فربما تريد مزيداً من التحكم في وقتك، أو زيادة أرباحك، أو توفير الوقت للاهتمام بشغفك. يساعدك تحديد الأهداف على توجيه جهودك.
- ضع خطة مالية: جهِّزْ ميزانية تراعي النفقات الشخصية والعملية، ولا تنس تخصيص مبلغ من المال للأمور الطارئة، خاصة في الأيام الأولى.
- ابن شبكة علاقات: تواصَلْ مع مهنيين آخرين في عالم الاستشارات، واحضَرْ المؤتمرات في الصناعة، وانضم إلى المنتديات عبر الإنترنت، ولا تتحرَّجْ من طلب المشورة.
- انطلِقْ تدريجياً: ابدأ بالمشروعات الصغيرة. هذه طريقة منخفضة المخاطر لفهم متطلبات العمل الاستشاري ومعرفة ما إذا كان يناسبك.
- قيِّم التأثير في الأسرة: تحدَّثْ مع عائلتك عن تأثير هذا التغيير في حياتهم. ستساعدك الصراحة في هذا الشأن على ضبط توقعاتهم والحصول على دعمهم.
- ضَعْ جدولاً زمنياً للانتقال: حدِّدْ مراحل انتقالك إلى مهنة الاستشارات، مثل متى ستترك وظيفتك، وتبدأ في الحصول على عملاء، وتحصل على دخل مستقر.
- اطلب التوجيه المهني: يقدِّمْ لك الخبراء الاستشاريين نصائح ورؤى مفيدة، وقد يكون دعمهم حاسماً في التغلب على التحديات الأولية وتحقيق النجاح.
- تحدَّثْ إلى من سبَقَك في النجاح: اطلب النصيحة فقط من الآخرين الذين نجحوا فيما تريد النجاح فيه.
بتقسيم العملية إلى خطوات يمكن التحكم فيها، يسهُل عليك الانتقال إلى مهنة الاستشارات. يقلِّل هذا النهج من المخاطر ويؤهِّلك للنجاح في مسيرتك المهنية الجديدة. راجِعْ أهدافك وعدِّلْ خطتك عندما تتعلم المزيد عن مهنة الاستشارات.
كيف تقيس إنجازاتك الاستشارية وتُعلِم الآخرين بها؟
اعمَلْ بجدٍّ وأظهِرْ مدى نجاحك عندما تنتقل إلى مهنة الاستشارات، وخصيصاً إلى شريك حياتك. إليك كيف تُبقي شريك حياتك على اطِّلاع، وتجعله يرى نجاحك بقدر ما تراه أنت.
1. المستجدات الأسبوعية
خصِّصْ بعض الوقت كل أسبوع للحديث عن إنجازاتك ليرى شريك حياتك التقدُّم المستمر الذي تحرزه.
2. عرض النجاحات
عندما تُكمل مشروعاً كبيراً، أعلِنْ ذلك. مثلاً، إذا ساعدتَ شركة ما على توفير المال أو تحسين الكفاءة، فاحرِصْ على إخبار شريك حياتك بذلك. إنَّه دليل حقيقي على أهمية عملك.
3. التحدث عن المكاسب
اشرح كيف تحسِّن أرباحك ووضعَ أسرتك المادي، سواء أكان الأمر يتعلق بالوصول إلى مستوى دخل جديد أم تولي مشروع مربح، فإنَّ هذه التفاصيل جديرة بالذكر.
4. ذكرُ تزكيات العملاء
إذا أرسلَ لك العميل رسالة شكر أو أثنى على عملك، فأطلِعْ شريك حياتك عليها. هذه التغذية الراجعة الإيجابية هي دليل قوي على خبرتك.
5. تسليط الضوء على تطورك
لا تنس ذكر أية مهارات أو شهادات جديدة اكتسبتها. يوضِّح هذا سعيك لتكون الأفضل في مجالك، ويُقنع شريك حياتك بأنَّك تتحسن باستمرار. يُسهِم النقاش مع شريك حياتك في هذه الجوانب من مسيرتك الاستشارية في مسيرتك المهنية، ويبني أساساً من التفاهم والدعم، ممَّا يجعل انتقالك المهني أسلس وأنفع لكما.
في الختام
ألقينا الضوء في هذا المقال على التأثير العميق الذي تُحدثه مهنة الاستشارات في حياتك المهنية والشخصية على حدٍّ سواء، وعرَضنا استراتيجيات فعالة تضمن استقرار دخلك في مرحلة الانتقال، وشرَحْنا الفوائد الملموسة التي تعود بالنفع على شريك حياتك وأسرتك، وكذلك أكَّدنا أهمية الاستعداد والتخطيط السابق لمواجهة التحديات المحتملة، وتعزيز ثقتك بنفسك، وتهيئتك على الصعيدَين المالي والنفسي لخوض هذه التجربة الجديدة.
مساحة اعلانية
أحدث المقالات
ابق على اطلاع بآخر المستجدات
کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة