15 سؤالاً يجب طرحه على الاستشاريين في مجال التحول الرقمي
يؤدي تعيين الاستشاريين دوراً كبيراً في نجاح الشركات؛ لأنَّهم يتوصَّلون إلى حلول مبتكرة ووجهات نظر جديدة ويُحقِّقون التنمية، ولكن من الهام طرح الأسئلة المناسبة عليهم لتحقيق أقصى استفادة من هذه الشراكة. فيما يأتي دليل لاختيار الأسئلة الهامة التي يجب طرحها على الاستشاريين الذين يُعيَّنون في الشركات، ممَّا يضمن نجاح التعاون معهم.
السمات الشخصية للاستشاريين
يتمتَّع الاستشاريون بحضور قوي ولافت، ويمتلكون مهارات فذَّة في تقديم عروض تُقنع كلَّ مَن يصغي إليهم، كما أنَّهم بارعون في التحدث في الاجتماعات، ويقضون ساعات في شرح فكرة دون أن يشعر الحضور بأي ملل، حتى لو تكلموا عن أمور يعرفها المستمعون بالفعل، إلَّا أنَّ لأسلوبهم تأثير يجعلهم يصغون إليه باهتمام.
يمتلك الاستشاريون مهارة هامة هي إعداد التقارير، والتي يعدُّونها على شكل وثائق مكوَّنة من قرابة 100 صفحة تقدِّم حلولاً فعالة للمشكلات التي تواجهها الشركات المعنية. لا يستمر الاستشاريون في العمل في شركة واحدة؛ بل ينتقلون بين الشركات، ويوظفون مهاراتهم في تقديم المشورة ووجهات النظر الجديدة والحلول للمشكلات المعقدة في العمل.
ما الذي يمكن أن يقدِّمه الاستشاريون؟
يعتمد العمل في مجال الاستشارة على الأسس التالية:
1. الخبرة ووجهات النظر الجديدة
يكتشف الاستشاريون بفضل حنكتهم وخبرتهم المشكلات التي تعاني منها الشركات بسرعة، ويُقدِّمون القضايا من زوايا جديدة تكشف عن حلول لم تخطر للمعنيين من قبل.
2. تقديم المقترحات
يحل الاستشاري جميع المشكلات التي تواجهها الشركات بلمح البصر، هو أشبه بالمحقق الذي يجمع الأدلة لتحديد المشكلة والخروج بحلٍّ لها. يقترح الاستشاريون الحلول بالطبع، ولكنَّ الشركة هي التي تقرر قبولها وتطبيقها على أرض الواقع.
3. طلب المساعدة من الشركة
يقدِّم الاستشاريون الكثير من الخدمات الهامة لتحسين الشركة، لكنَّهم سيحتاجون إلى المساعدة أيضاً، فهُم يطلبون البيانات، ويجرون مقابلات مع أعضاء الفريق للحصول على الأفكار. إنَّ الأمر أشبه بمشروع تعاوني يتطلب مساهمة جميع المعنيين.
4. التواصل
التواصل هام للغاية؛ إذ إنَّ الاستشاريين الناجحين يُطلِعون الشركة على جميع المستجدات، ويخبرون المعنيين بما اكتشفوه والخطوات التي يفكرون باتخاذها، وذلك لتقديم آرائهم أيضاً.
5. الخطط والأهداف الواضحة
يضع الاستشاريون خطة وهدفاً واضحَين، ويقدِّمون خارطة طريق للخطوات التي سيتخذونها لحل المشكلة التي تواجهها الشركة، والنتائج التي يجب التوصل إليها. هم خبراء يرشدون الشركة، وشركاء في حلِّ المشكلات، ويساعدون على معرفة الأمور التي تغفل عنها الشركة، ثمَّ يقدِّمون خطة، فيُحسِّنون الوضع، لكن من الهام التعاون معهم والمساهمة في تقديم المعلومات.
أهمية أن يكون الاستشاريون مستقلين
يجب أن يكون الاستشاريون، لا سيَّما العاملون في مجال التكنولوجيا، مستقلين وغير متحيِّزين، لكي يقدِّموا توصياتهم بحيادية وأمانة دون أن يروِّجوا لعلامة تجارية معيَّنة في الخفاء.
1. عدم إخفاء أية أجندات
الاستشاريون المستقلون شبيهون بالحَكَم المحايد في مباريات كرة القدم، فهم غير منحازين لأي طرف، ويقدِّمون المشورة دون أية أجندة خفية؛ أي لا يروِّجون لمنتجات معيَّنة، فقد يستفيدون من بيعها.
2. تقديم حلول مخصصة وليس عروض مبيعات
يروِّج الاستشاريون المستقلون لخبراتهم، وليس لبرامج أو أجهزة معيَّنة، ويقدِّمون النصائح الفعالة دون أن يكون هدفهم من ورائها عرض شيء للبيع، فلا تهم العلامة التجارية بقدر ما يهم أن يكون الحل مناسباً للشركة.
3. بناء الثقة
حين لا يحاول الاستشاري بيع منتج للشركة، ستزداد ثقتها بأنَّه مهتم بمصلحتها فقط، ويوصي بحلول تعالج المشكلة فعلاً دون تحيُّز لجهة معيَّنة.
فوائد أن يكون الاستشاريون محايدين
1. تقديم توصيات غير متحيِّزة
لا يقدِّم الاستشاريون المحايدون حلولاً موحدة لجميع المشكلات، ولا يعملون لصالح أية شركة تكنولوجيا أو بائع معيَّن، وهو أمر مفيد؛ لأنَّه يضمن اقتراح حلول تناسب المشكلات التي تواجهها الشركة.
2. المرونة والابتكار
يتَّسم الاستشاريون الحياديون بالمرونة، ويفكِّرون خارج الصندوق، فيتوصلون إلى حلول مبتكرة تناسب احتياجات الشركة. إنَّهم غير مرتبطين بشركة تقنية معيَّنة؛ لذا يمكنهم استخدام مجموعة من الحلول التكنولوجيَّة الفعالة مع بعضها.
3. الاطلاع على أحدث التقنيات
تتغير التكنولوجيا بسرعة؛ لذا لا يستخدم الاستشاريون الحياديون حلولاً وتقنيات قديمة؛ بل يوصون بتقنيات تحل المشكلات التي تواجهها الشركات حالياً، ممَّا يوفر الظروف المناسبة لتحقيق التقدم.
الأسئلة التي يجب طرحها على الاستشاري خلال مقابلة التوظيف
فيما يأتي 15 سؤال يجب أن تطرحه على الاستشاري قبل أن تتعاقد معه:
1. ما هي المنهجية التي تعتمدها؟
يجب أن تفهم منهجية الاستشاريين احتياجات العملاء بالضبط، وتحدِّد المشكلات الأساسية، ثمَّ تقدِّم الحلول المناسبة. تبدأ العملية بالتقييم الشامل للمشكلة، ثمَّ التخطيط الاستراتيجي، يليه التطبيق العملي والتقييم المستمر، ممَّا يضمن معالجة مشكلات محدَّدة بفعالية، وتحقيق نتائج مستدامة.
2. هل تتلقَّى عمولات على البرامج التي توصي باستخدامها؟
يجب أن يُجيب الاستشاريون بالنفي دوماً.
3. ما هي الكفاءات غير التقنية التي تمتلكها؟
يتمتَّع الاستشاريون بمجموعة من المهارات غير التقنية لضمان نجاح المشروع، والتي تتضمن مهارات التواصل القوية ليتمكنوا من توضيح الأفكار المعقدة والتعاون بفعالية مع مختلف الفِرَق، ومهارة حل المشكلات التي تتيح لهم إيجاد حلول إبداعية ومبتكرة للمشكلات.
يجب أن يكون لديهم خبرة في إدارة المشروعات، ممَّا يضمن إكمال المهام في الوقت المحدد وضمن حدود ميزانية الشركة. تعني قدرتهم على التكيف واستعدادهم للتعلم أنَّهم يستطيعون التأقلم بسرعة مع البيئات الجديدة وتطوير مهاراتهم باستمرار بما يخدم المشروع. توفِّر مهارات القيادة وبناء الفِرَق بيئة عمل إيجابية ومنتجة.
4. كم عدد أعضاء فريقك؟
يتعاون الاستشاريون مع شركات راسخة في السوق، ولكن ينبغي تجنُّب إدخال عدد كبير من الاستشاريين المبتدئين في المشروعات، فقد تُحمَّل الشركات تكاليف إضافية دون فائدة واضحة. نجد هذه المشكلة كثيراً في الشركات الاستشارية الكبرى، فيضطر العملاء للعمل مع فريق كبير من الاستشاريين غير الخبراء، ممَّا يؤدي إلى غياب الكفاءة وزيادة التكاليف.
5. ما هي تجربتك في مجال عملنا؟
يجب معرفة خبرة الاستشاريين في مجال عمل الشركة، فذلك يعطي فكرة عن مدى فهمهم للتحديات والتوجهات وأفضل الممارسات المرتبطة بمجال العمل. يستخدم الاستشاريون الخبرات والأفكار من الشركات الأخرى التي عملوا معها في هذا المجال.
6. ما هو نهجك في حل المشكلات؟
يستخدم كل استشاري نهجاً مختلفاً لحل المشكلات، فبعضهم يعتمد على البيانات، في حين يلجأ آخرون إلى التفكير الإبداعي. الاستعلام عن المنهجية ضروري لمعرفة الطريقة المُتَّبعة في حل المشكلات، والتحقق من توافقها مع ثقافة الشركة واحتياجاتها.
7. هل تروِّج لبرنامج أو نظام معيَّن؟
يجب أن يجيب الاستشاريون بالنفي دوماً.
8. هل تُطلِعْنا على آراء العملاء السابقين؟
يعطي التحدث إلى العملاء السابقين فكرة عن أسلوب عمل الاستشاري وفعاليته وقدرته على الالتزام بوعوده، فهي طريقة للتأكد من سمعتهم ومستوى رضى عملائهم السابقين.
9. ما هي النتائج المتوقع أن تقدِّمها؟
يوضِّح الاستشاري النتائج الملموسة التي بإمكانه أن يقدِّمها، ومواعيد تقديمها، ومدى توافقها مع أهداف الشركة، ممَّا يُقيِّم أداء الاستشاري والقيمة التي يضيفها إلى العمل.
10. كيف تقيِّم النجاح؟
يجب تحديد مقاييس النجاح منذ بداية العمل مع الاستشاري، ومعرفة مؤشرات الأداء الرئيسة (KPIs) التي سيستخدمها لتقييم النجاح، ومدى توافقها مع أهداف الشركة، ممَّا يضمن موافقة جميع الأطراف على أهداف المشروع ونتائجه.
11. إلى أي مدى تحتاج إلى مساهمة فريقنا؟
يُخطِّط فهم مستوى المساهمة التي يحتاجها الاستشاري من فريق العمل الموارد، فهو يوضِّح مقدار الوقت والجهد الذي يحتاج الموظفون إلى استثماره، ويضمن أنَّ الفريق مستعد لتقديم الدعم اللازم.
12. هل يمكننا الاحتفاظ بأنظمتنا الحالية، أم يتعين علينا استبدالها جميعاً؟
لا ضرورة لاستبدال جميع الأنظمة دوماً؛ بل الهدف هو تقييمها لمعرفة ما إذا كانت تلبِّي احتياجات الشركة، وتتوافق مع الحلول الجديدة لتحقيق الكفاءة والأداء الأمثل. يساعد الاستشاريون المستقلون على اختيار أفضل نهج يخدم الشركة دون أن تدفع تكاليف غير ضرورية مقابل شراء أية منتجات.
13. ما هو هيكل الرسوم الذي تعتمده؟
ناقِشْ هيكل الرسوم الذي يعتمده الاستشاري مقدَّماً لتجنُّب أية خلافات لاحقة، ومعرفة ما إذا كان يتقاضى أتعابه على الساعة، أو المشروع بأكمله، أو وفقَ مستوى الأداء مثلاً. يحدِّد ذلك الميزانية اللازمة، ويُقيِّم فعالية تكلفة الاستشارات.
14. كيف تتعامل مع التغييرات في نطاق المشروع؟
يتطور نطاق المشروع؛ لذا من الهام معرفة كيفية تعامل الاستشاري مع التغييرات التي تطرأ عليه، بما في ذلك الموافقة على هذه التغييرات وتعديل الرسوم، وذلك لضمان إدارة المشروع بسلاسة.
15. ما هو الدعم الذي تقدِّمه للشركة بعد استكمال المشروع؟
اسأل الاستشاريين عن الدعم الذي يقدِّمونه بعد اكتمال المشروع.
في الختام
يساعد طرح هذه الأسئلة على اختيار الاستشاري المناسب للشركة، ويمهِّد الطريق لشراكة ناجحة ومثمرة. ما يهم هو التواصل المفتوح وتوضيح التوقعات منذ البداية لضمان نجاح العمل.
مساحة اعلانية
أحدث المقالات
ابق على اطلاع بآخر المستجدات
کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة