كيف تحول الخدمات الاستشارية إلى منتجات على الإنترنت؟
يتيح العمل المستقل في مجال الاستشارات إمكانية تحقيق مدخول مادي ممتاز، وتوفير مزيدٍ من الوقت للحياة الشخصية، وذلك عن طريق تحويل الخدمات والعروض إلى حزم منتجات. تسمح لك حزم المنتجات باختيار مكان وزمان العمل، وانتقاء العملاء وفق الآلية التي تناسبك.
تساعد حزم المنتجات في زيادة مستوى الأمان، والاستقلالية، والمدخول المادي، كما يسمح العمل عن بعد في التعاون مع عملاء من مناطق جغرافية مختلفة.
يفشل المستشار في توسيع نطاق عمله عندما تقتصر خدماته على التواجد مع العميل في مقر العمل. لا تسمح هذه المنهجية بتحقيق الاستقلالية، والمرونة، وزيادة المدخول المادي، ولكن بالمقابل، يساعد طرح الخدمات في صيغة حزم منتجات في توسيع نطاق العمل وتحقيق الاستقلالية المهنية.
اعتمدت منهجيات تقديم الاستشارات في السابق على العمل ضمن مقر شركة العميل، مما اضطر المستشار للعمل لساعات طويلة لكي يزيد مدخوله المادي. تؤدي هذه المنهجية إلى زيادة عدد ساعات العمل، وتقليل عدد العملاء والشركات التي يتعاقد معها المستشار.
لا تتطلب نماذج تقديم الاستشارات الحديثة الاجتماع مع العميل على أرض الواقع، وخاصة مع شيوع نظام العمل عن بعد. بالتالي، يمكن إطلاق الخدمات في صيغة منتجات متوفرة عبر مجموعة متنوعة من وسائل الاتصال، وتقديمها عبر الإنترنت للعملاء من كافة أنحاء العالم.
تأمين عدة مصادر دخل في مجال تقديم الاستشارات
تهدف عملية إطلاق الخدمات الاستشارية في صيغة منتجات إلى زيادة عدد مصادر الدخل، وإنشاء نظام تسعير متنوع، والوصول إلى العملاء من كافة أنحاء العالم بصرف النظر عن موقعهم الجغرافي ومنطقتهم الزمنية، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة شعبية العلامة التجارية والإيرادات.
يتقاضى المستشار أتعابه مقابل الوقت الذي يقضيه مع العميل بحسب نماذج العمل التقليدية، وينقطع المدخول المادي عنه خارج أوقات العمل.
لقد شهد قطاع تقديم الاستشارات تغيرات متسارعة في الآونة الأخيرة؛ إذ اعتاد المستشار المستقل في السابق على الاجتماع مع عميل واحد أو مجموعة صغيرة من الأفراد على أرض الواقع. بالمقابل، يستطيع المستشار في الوقت الحالي أن يقدم خدماته عبر الإنترنت في أي وقت، ومكان، وعبر الآلية، والصيغة، ووسيلة الاتصال التي تناسبه.
تقتضي نماذج العمل الحديثة تقديم المنتجات الاستشارية عبر الإنترنت، وهي تتيح للمستشار إمكانية استقبال مزيدٍ من العملاء دون أن يضطر لبذل مجهود إضافي، مما يضمن تحقيق مدخول مادي ممتاز.
تتيح المنتجات الاستشارية إمكانية العمل عبر الإنترنت، وهو ما يسمح لك بتعزيز خبراتك وذلك عن طريق الوصول إلى عملاء يبحثون عن مختصين في مجالك من أنحاء العالم المختلفة.
يتفوق المستشار على منافسيه عندما يوسع نطاق عمله عن طريق تحويل الخدمات إلى منتجات استشارية وتوزيعها عبر الإنترنت، وهو ما يساعد في بناء العلامة التجارية وزيادة المدخول المادي.
تغيُّر الطرائق التقليدية لتقديم الخدمات الاستشارية
تتسبب نماذج العمل التقليدية في حدوث عديدٍ من المشكلات، ويُذكَر من أبرزها انخفاض معدل الوصول، وعدد العملاء، وشعبية العلامة التجارية، ومقدار الإيرادات.
تتراجع الأرباح وتتدهور العلامة التجارية عند انخفاض عدد ساعات العمل على المواد التسويقية والاجتماعات مع العملاء.
يمكن أن تحدث هذه المشكلات مع أشهر المستشارين وأكثرهم شعبية في الوسط عند الاعتماد على نماذج العمل التقليدية.
في ما يلي 4 مشكلات يمكن أن تنجم عن نماذج العمل التقليدية:
1. العمل لساعات طويلة
يجب أن تعمل لساعات طويلة لكي تزيد مدخولك المادي، ويمكن أن تؤدي هذه الطريقة إلى التعرض للإرهاق والاحتراق الوظيفي. يحتاج المستشار من ناحية أخرى لرفع أسعاره لكي يزيد مدخوله المادي، كما تؤدي منهجية العمل التقليدية إلى الحد من مساهمة المستشار في تقديم حلول مستدامة أو طرح تكنولوجيا حديثة.
2. الحاجة للاجتماع مع العميل
يقتضي نموذج العمل التقليدي الاجتماع مع العميل على أرض الواقع أو عبر وسائل الاتصال المباشر، ولكن يتيح تقديم المنتجات الاستشارية عبر الإنترنت إمكانية الوصول للعملاء من كافة أنحاء العالم.
3. اختلاف الاحتياجات والإمكانات المادية من عميل إلى آخر
تختلف الاحتياجات والإمكانات المادية من عميل إلى آخر، مما يفرض على عاتق المستشار مهمة إعداد نظام تسعير يأخذ بعين الاعتبار اختلاف مستويات العملاء.
4. تغير المنافسة
يشهد مجال تقديم الاستشارات تغيرات متسارعة مع زيادة انتشار شبكة الإنترنت، مما يفرض على عاتق المستشار مهمة مواكبة تطورات وسائل التواصل، وتقديم الخدمات، وبناء شبكة العلاقات.
تقدم نماذج العمل الحديثة الخدمات الاستشارية في صورة حزم منتجات متوفرة عبر الإنترنت، مما يتيح للمستشار إمكانية توفير العروض شرائح العملاء على اختلافها، ووفق عدة مستويات سعرية، وبطريقة تراعي تنوع أنماط تعلم الجمهور المستهدف دون الحاجة للاجتماع مع العميل على أرض الواقع. ينجح المستشار في توسيع نطاق عمله عند تقديم العروض لعدة عملاء في نفس الوقت.
الاستفادة من التغيرات النوعية في مجال تقديم الاستشارات
تقديم الاستشارات هو مجال حديث العهد نسبياً، فقد بدأ في أوائل القرن الماضي، وتطور ببطء تدريجياً إلى أن شهد نهضة نوعية في فترة الستينات. جرت العادة أن تتسلم الشركات الاستشارية الكبرى المشاريع الضخمة، في حين يقدم المستشار المستقل خدماته للشركات المتوسطة والصغيرة في منطقته. اعتمدت الشركات الاستشارية الصغرى والكبرى نموذج عمل يقتضي الاجتماع مع القادة والمديرين على أرض الواقع.
ولكن شهد مجال تقديم الاستشارات تغيرات متسارعة يمكن أن يستخدمها المستشار المستقل لمصلحته.
في ما يلي 4 عوامل أحدثت تغييرات جذرية في مجال تقديم الاستشارات:
- تغيُّر المناخ العالمي: أَجبرَ عديداً من الشركات والحكومات على تطبيق تغيرات معيَّنة.
- جائحة "كوفيد-19" (COVID-19): طالت التغييرات سلاسل التوريد، وقطاع التصنيع، وقادت التوجه نحو التأميم والعمل من المنزل.
- "الذكاء الاصطناعي" (AI): يؤثر الذكاء الاصطناعي في القوى العاملة والإنتاجية، وتشمل تغييراته النوعية الشركات في جميع القطاعات.
- التوجه العالمي نحو العمل المستقل: تتجه الشركات حول العالم نحو نظام العمل عن بعد، والتعاقد مع الخبراء المستقلين، والرحالة الرقميين.
يتفوق المستشار الذي يلتزم بالتعلم المستمر ويواكب التغيرات ويستثمرها لصالحه على نظيره المتمسك بنماذج العمل التقليدية القديمة.
كان المستشار في السابق يكسب المال مقابل الوقت والجهد المبذول؛ إذ تطلبت النماذج التقليدية مستويات عالية من النشاط والطاقة، والعمل لساعات طويلة، لهذا السبب كانت محصورة ضمن فئة الشباب.
تتيح نماذج العمل الحديثة إمكانية تقديم الخدمات والمنتجات عبر الإنترنت أو على أرض الواقع، دون الحاجة للتواجد مع العميل، وذلك باستخدام وسائل الاتصال المتنوعة والمتوفرة في العصر الحديث. تسمح هذه النماذج الحديثة بالوصول إلى عملاء من أنحاء العالم كافةً.
تُستخدَم أدوات "الذكاء الاصطناعي" في إعداد حملات التسويق، والبيع، وهي تساعد في زيادة إنتاجية المستشار المستقل، وتضمن تفوقه على منافسيه.
استخدامات الذكاء الاصطناعي
ينجح المستشار المستقل في إدارة حملات الترويج والبيع، وتحقيق إنتاجية عالية عندما يتقن استخدام تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي.
تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصممة للكتابة، والبحث، وإنشاء الرسوميات، وإعداد منهجيات تقديم الاستشارات في تسريع وتيرة تقدم المبتدئين في المجال، ومنحهم فرصة التفوق على الشركات التي تستخدم نماذج العمل التقليدية. يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الحصول على عدة مصادر دخل. يزداد الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الوقت الراهن، مما يفرض على عاتق الشركات المتوسطة مهمة إعداد أنظمة آمنة خاصة بها، في حين يستطيع المستشار المستقل استخدام التطبيقات التجارية المناسبة لمجال عمله.
تقديم الاستشارات عبر الإنترنت
لقد ساهمت جائحة "كوفيد-19" في تسريع النقلة النوعية العالمية نحو العمل عن بعد، والتحول الرقمي في كافة القطاعات. كان هذا التغيير سريع ومفاجئ، ولكنه ساعد الشركات الكبرى في زيادة إنتاجيتها، مما دفعها إلى إغلاق مقراتها واعتماد نظام العمل عن بعد.
اضطرت الشركات الكبرى لتسريح المستشارين المبتدئين استجابةً للتوجه العالمي نحو نظام العمل عن بعد، والتداعيات الاقتصادية لجائحة "كوفيد-19". اعتادت هذه الشركات على إرسال المستشارين المبتدئين إلى مقرات عمل العملاء، ورفع الأسعار من خلال زيادة شعبية العلامة التجارية وتقاضي الأجور على الوقت الذي يقضيه المستشار مع العميل.
فيما يلي 4 ميزات إضافية يحظى بها المستشار المستقل:
- التركيز على تخصصات دقيقة، مما يساعد في تحسين جودة الخدمات وزيادة الدخل المادي.
- الوصول إلى عملاء من مناطق جغرافية مختلفة باستخدام أدوات التسويق الرقمي.
- تقديم الخدمات الاستشارية عبر الإنترنت، وتوفير وقت الذهاب إلى مقر شركة العميل.
- إصدار الحلول والخدمات في صيغة منتجات متوفرة بأسعار مختلفة.
فيما يلي مجموعة من الأدوات والإستراتيجيات التي تساعد في تسويق وتقديم الخدمات الاستشارية عبر الإنترنت:
- إرسال المحتوى الترويجي عبر البريد الإلكتروني.
- الندوات الافتراضية الحية أو المستخدمة عند الطلب.
- المنتورينغ الفردي عبر وسائل الاتصال المرئي مثل "زووم" (Zoom).
- إجراء الاجتماعات عبر "زووم"، و"جوجل" (Google)، و"ويبيكس" (WebEx).
- التعاون على ابتكار الأفكار الإبداعية عبر منصات "ميرو" (Miro)، و"ميورال" (Mural)، و"جوجل دوكس" (Google Docs).
- التواصل وإدارة المشاريع عبر منصات "سلاك" (Slack)، و"تريلو" (Trello)، و"أسانا" (Asana)، و"بيز كامب" (Basecamp) على سبيل المثال.
- نشر المؤلفات في موقع "كيندل" (Kindle)، وطباعة الكتب ورقياً عند الطلب.
- توفير الدورات التدريبية عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع الاستشاري.
لقد ساهمت جائحة "كوفيد-19" في تسريع وتيرة تطور قطاع الاستشارات والانتقال للعمل عن بعد.
إطلاق عدة منتجات من كل خدمة استشارية
تشجع ظروف العمل الحالية على تحويل كل واحدة من المهارات والخبرات إلى مجموعة من المنتجات والخدمات المتوفرة عبر عدة منصات وأدوات اتصال، وهو ما يضمن الحصول على مدخول مادي مستمر.
يتم ذلك عن طريق إتقان العمل على مجموعة من التطبيقات البرمجية، أو الاستعانة بخبير مختص في المجال التقني.
على فرض أنك معتاد على مساعدة العملاء من خلال التحدث، عندئذٍ يمكنك تحويل حواراتك إلى منتجات وخدمات مستقلة باستخدام الخطوات التالية:
- تحضير محاور الخطاب وتحويلها إلى شرائح عرض تقديمي.
- تسجيل الخطاب باستخدام الهاتف الذكي أثناء إلقائه.
- تصوير مقطع فيديو أثناء إلقاء الخطاب.
- الاستعانة بخبير مستقل لمزامنة ملف الصوت مع الفيديو، ونشر مقتطفات من المقطع الناتج على منصة "يوتيوب" (YouTube).
- تحويل التسجيل الناتج إلى محتوى نصي باستخدام أدوات تحويل الكلام إلى نص.
- تجزئة النص الناتج إلى مجموعة من المقالات.
- إضافة مقدمة جديدة للنص، وحذف المحتوى القيِّم من الشرائح، ونشره في صيغة ملاحظات مقتضبة على منصة "لينكد إن" (LinkedIn)، مع الحرص على إضافة رابط الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع الاستشاري.
- نشر التسجيل على إحدى المدوَّنات الصوتية.
- تجميع الخطابات في مستند واحد، وتكليف خبير مستقل بتحويلها إلى كتاب جاهز للنشر على منصة "كيندل".
- استخدام الكتاب لاستقطاب العملاء المحتملين عبر الموقع الإلكتروني.
- توفير نسخة ورقية من الكتاب عند الطلب.
- توفير الكتاب بتكلفة الشحن فقط من أجل تحديد العملاء المؤهلين لشراء المنتجات والخدمات الاستشارية المدفوعة.
- تحويل الخطاب والشرائح إلى وحدات متوفرة ضمن دورة تدريبية متكاملة عبر الإنترنت.
ينتج كل هذا المحتوى من خطاب مدته ساعة واحدة تليه جلسة لمناقشة أسئلة العميل.
تحويل الخدمات الاستشارية إلى منتجات
يمكنك أن تعمل بمفردك على إعداد المحتوى واكتساب المهارات التي تحتاج إليها إذا كانت ميزانيتك محدودة؛ إذ تتوفر أدوات التصوير وإنتاج المحتوى بتكلفة منخفضة نسبياً، ولكنك بالمقابل ستهدر وقتاً كثيراً.
يمكنك أن توفر وقتاً كثيراً وتحصل على المحتوى المطلوب، بسرعة وجودة عالية، عن طريق الاستعانة بالخبراء المستقلين المتوفرين عبر منصات العمل الحر مثل "فايفر" (Fiverr)، و"فريلانسر" (Freelancer)، و"أبوورك" (Upwork). تحتوي هذه المنصات على مستقلين مختصين بتصميم الرسوميات، والتحرير، وتنسيق الكتب، وغيرها من الخدمات.
يمكن إنشاء عدة مصادر مستمرة من المدخول المادي عن طريق تحويل العروض الاستشارية إلى المنتجات التالية:
- الكوتشينغ الفردي عبر تطبيقات مشاركة الشاشة.
- الاستشارات الجماعية عبر برمجيات الندوات الافتراضية.
- إدارة الفريق والمشروع.
- تجميع المقالات في كتاب متوفر عبر موقع "كيندل".
- توفير نسخ مطبوعة ورقياً من كتب موقع "كيندل".
- ندوات افتراضية مخصصة بالتعاون مع اتحادات قطاع الاستشارات.
- دورات تدريبية متوفرة عبر الإنترنت.
- تقارير عن الخبرات وتوجهات قطاع العمل.
- مقالات تشرح خطوات إجراءٍ معيَّن.
- نشر مقاطع فيديو أسبوعية في منصة "باتريون" (Patreon).
- إجراء مقابلات مع الخبراء ونشرها عبر المدوَّنات الصوتية.
- شراء عضوية في مجتمع معني بالتخصصات الاستشارية.
في الختام
ينجح المستشار في زيادة مدخوله المادي وتقليل عدد ساعات العمل عندما يحول خدماته ومهاراته إلى منتجات متوفرة عبر الإنترنت. تتيح هذه الطريقة – من ناحية أخرى – إمكانية الوصول إلى العملاء من أنحاء العالم المختلفة وبصرف النظر عن مناطقهم الزمنية. قدم المقال معلومات مفيدة عن كيفية إعداد هذه المنتجات والأدوات التي تساعد في تسليمها للعملاء.
مساحة اعلانية
أحدث المقالات
ابق على اطلاع بآخر المستجدات
کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة