دليل شامل لإنشاء شبكة العلاقات المهنية للاستشاريين (الجزء الأول)

يتقدَّم الكثيرون بطلبٍ للحصول على وظيفة في مجال الاستشارة عن طريق إرسال سيرة ذاتية وخطاب تقديم من خلال الإنترنت، أو التواصل مع الشركة عن طريق البريد الإلكتروني، ولكن يتساءلون عمَّا إذا كان المسؤولون عن التوظيف يطَّلعون عليها، أم أنَّها تقع طي النسيان.

يقدِّم المقال نهجاً منظَّماً ومجرَّباً لإنشاء العلاقات المهنية في مجال الاستشارة لضمان التميز والحصول على مقابلة التوظيف، كما يشرح دور "التشبيك" في الوصول إلى الشركات الكبرى، لا سيما الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم للحصول على المقابلة، مثل الذين أتوا من خلفيات مختلفة، أو الذين ليست لديهم مؤهلات كافية.

يستفيد من هذه النصائح الأشخاص الذين لا يمكنهم حضور الفعاليات الاجتماعية، ويرغبون بالتواصل مع الاستشاريين عن بُعد، أو لمن يودون الوصول إلى الشركات الصغيرة التي لا تقدِّم برنامج توظيف كامل.

ما هي الشبكات المهنية؟

يجب أن يثبت الفرد جدارته خلال المقابلات؛ لكي يحصل على وظيفة في مجال الاستشارة، ولكنَّه يحتاج لبناء شبكة علاقات مهنية توصله لمرحلة المقابلة. يبحث المقال في كيفية زيادة فرص الترشح لمقابلات التوظيف عن طريق الإحالات. 

ازدادت أهمية الإحالات في التوظيف، لا سيما في عصرنا الرقمي؛ إذ زادَت التطبيقات الرقمية عدد الأشخاص المتقدِّمين للوظائف، ممَّا صعَّب مهمة اختيار المرشحين المناسبين لإجراء المقابلات. يلفت المرشحون الذي لديهم تزكيات من موظفين يعملون في الشركات التي تقدموا إليها انتباه المسؤولين عن التوظيف.

يطلب بعضهم تزكيات من الموظفين قبل أن يتعرفوا إليهم ويُعرِّفوهم عن أنفسهم جيداً، وهي طريقة فاشلة في بناء العلاقات المهنية، التي تتطلب الالتزام على الأمد الطويل، ولا يمكن توقُّع نتائج كبيرة من لقاء واحد أو اثنين مع الشخص الذي تنوي أن تطلب منه إحالة.

أهمية إنشاء العلاقات المهنية للحصول على وظائف في مجال الاستشارة

يتطلب الحصول على وظيفة في إحدى الشركات الاستشارية الكبرى معرفة شخص على الأقل، ويفضَّل وجود 2-3 أشخاص يرغبون بانضمامك إلى الشركة.

إذا كان المرشح من مؤسسة تعليمية تستهدفها الشركات الاستشارية عند توظيف أشخاص جدد، ويمتلك مؤهِّلات عالية، فسيحصل غالباً على مقابلة عمل دون بذل الكثير من الجهد. لا يعني ذلك أنَّ العلاقات المهنية ليست هامة بالنسبة لهؤلاء المرشحين؛ بل تعرِّفهم هذه العلاقات على ثقافة الشركة، وتقنع أصحاب القرار بأنَّهم مناسبون للوظيفة ولبيئة العمل خلال المقابلة.

يقتضي الحصول على مقابلة عمل في الشركات الكبيرة السعي للتواصل مع استشاريين يدعمونك في عملية التقديم؛ إذ تتلقى الشركات الاستشارية الكثير من الطلبات والسِّيَر الذاتية، يُرفَق قسم منها بالتزكيات التي تزيد احتمال الحصول على مقابلة العمل.

التوقيت المناسب لبناء شبكة العلاقات المهنية في مجال الاستشارة

يجب العمل على بناء العلاقات المهنية في بداية البحث عن وظيفة، وقبل التقدم إلى الشركات؛ لأنَّ الأشخاص الذين ستتعرف إليهم سيعطونك الكثير من المعلومات التي ستساعدك على تحسين طلب التوظيف، وكتابة خطابات التقديم المناسبة لكل شركة، وربما يمنحك أحدهم تزكية تميِّز سيرتك الذاتية.

هناك 3 مراحل للحصول على مقابلة توظيف في مجال الاستشارة:

يركِّز المقال على أول مرحلتين من عملية بناء شبكة العلاقات في مجال الاستشارة. تتضمن المرحلة الأولى البحث عن الشركات المناسبة، وإعداد السيرة الذاتية، والتواصل مع الاستشاريين للحصول على التزكيات. يبحث عدد من الأشخاص عن الشركات الكبرى رغم وجود عدد كبير من الشركات الصغرى والتخصصية التي تناسب تطلعاتهم المهنية؛ لذا من الأفضل توسيع نطاق البحث عن الشركات كي لا تفوِّت فرصة العثور على الشركة المثالية.

يجب إعداد نوعين مختلفين من رسائل البريد الإلكتروني لتوجيهها إلى الاستشاريين الذين تعرفهم، وأولئك الذين لم يسبق أن تعاملتَ معهم من قبل. شارِكْ مع الأشخاص الذين تعرفهم أحداثاً جديدة طرأَت على حياتك منذ آخر مرة تواصلتَ فيها معهم، مثل زواج أو سفر أو تخرُّج، وغالباً سيهنِّئونك على ذلك، ممَّا يمنحك فرصة لإجراء حديث مفيد معهم.

تحدَّث باقتضاب وتهذيب إذا كنت ترسل لأشخاص لم تتواصل معهم من قبل، وأظهِرْ رغبتك بالاستعلام عن تجربتهم مع الشركة. لا بد أن يتحمَّس المستشار للتحدث عن طبيعة العمل في الشركة إذا كان راضٍ عن تجربته، كما يجب تحضير السيرة الذاتية قبل التواصل مع الاستشاريين لإرسالها عند الطلب.

عملية بناء شبكة العلاقات في مجال الاستشارة

الأشخاص الذين يجب التواصل معهم

ثمة أمران هامان عند البحث عن الأشخاص الذين يمكن التواصل معهم:

  • تحديد مَن تعرفه، أو يمكن التعرف عليه.
  • معرفة دوره في الشركات الاستشارية التي ترغب بالتقدم إليها.

لنبدأ بالاستشاريين أو موظفي الشركة الذين تعرفهم أو يمكنك التعرف إليهم.

فمن الأفضل التواصل مع الأنواع التالية من الاستشاريين:

  • الأصدقاء الذين يعملون في الشركات التي تستهدفها.
  • الأشخاص الذين تخرَّجوا من الكلِّية التي درستَ فيها، ويعملون في شركات استشارية.
  • مجموعة الأشخاص الذين يشاركونك الاهتمامات.
  • زملاء العمل السابقين الذين يعملون في مجال الاستشارة حالياً.
  • ممثِّلوا الشركات الذين يستضيفون فعاليات خاصة بالتعارف وبناء العلاقات المهنية.
  • الأشخاص الذين يعملون حالياً في الشركات التي تستهدفها، وتستطيع التواصل معهم.

يجب أيضاً تحديد الدور الذي يؤدِّيه هؤلاء الموظفون في الشركات المستهدفة؛ إذ ينبغي النظر في ما يأتي:

  • المكانة في الشركة: ستلفت انتباه مسؤولي التوظيف حين تأخذ التزكية من موظف رفيع المستوى. تتضمن المناصب في الشركات الاستشارية من الأعلى إلى الأصغر: الشريك، والرئيس، والمدير، والمستشار، والمحلل، والمناصب غير الاستشارية.
  • قوة علاقتك مع الموظف: أخذ تزكية مؤلفة من صفحتين من أحد المحلِّلين أفضل من تزكية مقتضبة من المدير.
  • مدة العمل في الشركة: كلما طالت مدة عمل الموظف في الشركة، زاد تأثيره في عملية التوظيف.
  • الموظفون الحاليون: يمتلك الأشخاص الذين يعملون في الشركة تأثيراً أكبر من الذين غادروها.
  • الموظفون الذين يعملون في القسم الذي تود التوظف به: يؤثر الاستشاريون في قرار التوظيف، فإذا كنت تعرف شخصاً يعمل في قسم مختلف، اطلُبْ منه إحضار تزكية من موظف في القسم الذي تريد العمل به.

في الختام

تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا عن أهمية إنشاء العلاقات المهنية في الحصول على وظائف في مجال الاستشارة، ومتى يجب إنشاء هذه العلاقات، والأشخاص الذين يجب التواصل معهم، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن الأماكن والخطوات المناسبة لبناء هذه العلاقات.

أحدث المقالات

ابق على اطلاع بآخر المستجدات

کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة