5 نصائح لدخول قطاع الاستشارات

تُعد الاستشارات مهنة غنية بالفوائد، إلا أنَّ دخول هذا العالم قد يرافقه بعض التحديات. يناقش هذا المقال كيفية الشروع في مسيرتك كمستشار، مع تقديم نصائح ذهبية تضمن لك دوام التفوق والنجاح.

لا بد أن تواجه بعض الصعوبات في بداية مسيرتك المهنية، لكنك سترضى عن عملك في مجال الاستشارات مع مرور الوقت، وتقدم خدماتك بشغف وتأبى تغيير مهنتك. يقدم المقال نصائح مفيدة عن دخول مجال الاستشارات وتحقيق النجاح فيه.

أهم النصائح لدخول مجال الاستشارات

في ما يلي، 5 نصائح لدخول قطاع الاستشارات:

1. حدد تخصصك

يُعد تحديد التخصص هو أولى خطوات العمل في قطاع الاستشارات، لهذا السبب عليك أن تركز على مجال دقيق يمنحك الأساس الذي تحتاج إليه لدخول عالم الاستشارات. قد يكون هذا صعباً بعض الشيء نظراً لاتساع وشمولية الاستشارات حيث تغطي قطاعات مثل التكنولوجيا، والأعمال، وغيرها. يمكنك توسيع معرفتك لاحقاً، لكنَّ البدء بتخصص معين يسهل عليك دخول هذا العالم بنجاح.

تقتضي الخطوة الأولى لدخول مجال الاستشارات تحديد تخصص دقيق، ثم يمكنك التعمق أكثر في هذا التخصصِ أو تنويع خبراتك مع تقدم مسيرتك المهنية. اسأل نفسك: "ما نوع الاستشارات التي أطمح إليها؟" أو "كيف أرى نفسي كمستشار؟".

يمكنك على سبيل المثال أن تصبح مستشار تقني مسؤول عن تنفيذ المهام التكنولوجية إذا كنت ترغب بالتخصص في المجال التقني. حدد نوع التقنيات التي ستركز عليها، سواء كانت أنظمة "تخطيط موارد المؤسسات" (Enterprise Resources Planning - ERP)، أو سلاسل التوريد، أو تطوير البرمجيات المخصصة. خذ بعين الاعتبارِ بعض التقنيات الناشئة والتي سيكون لها مستقبل واعد مثل "علم البيانات" (Data Science) أو "الذكاء الاصطناعي" (AI).

أما إذا كنتَ تفضل التخصص في سير عمل المشاريع، توجه لتصبح محلل عمليات تجارية. إن كنت مهتماً بالجوانب الإنسانية للتغييرِ المؤسسي، استكشف إدارة التغييرِ التنظيمي. يمكن أن تبدأ كمحلل مشاريع أو مساعد إدارة مشاريع، مما يمهّد لك الطريق للعمل في إدارة البرامج.

هذه مجرد أمثلة لبعض التخصصات المحتملة في مجال الاستشارات. سيمنحك اختيارك لتخصص معين نقطة انطلاق ممتازة، كما سيمكّنك من تنويع خبراتك وتنميتها طوال مسيرتك الاستشارية.

2. حدد شركات الاستشارات المستهدفة

تتمثّل الخطوة التالية بتحديد نوع شركة الاستشارات التي تطمح للانضمام إليها، ولتكن شركة كبيرة، أو متوسطة، أو صغيرة متخصصة في مجال معيَّن. من الضروري أن تكون لديك رؤية واضحة لنقطة انطلاقك، حتى وإن كانت هذه الرؤية قابلة للتطورِ مستقبلاً.

يمكنك أن تبدأ بعد ذلك بالبحث عن الشركات التي تتوافق مع أهدافك وتطلعاتك باستخدام المنصات المهنية مثل "لينكد إن" (LinkedIn ) التي تتيح إمكانية البحث عن الشركات المختصة في مجال معيَّن.

إذا اخترت التخصص في استشارات "الأنظمة والتطبيقات والمنتجات" (Systems, Applications, and Products - SAP) كونَهُ نظاماً شائعاً للغاية في "تخطيطِ مواردِ المؤسسات"، فعليك تحديد نوع شركة الاستشارات التي ترغب في الانضمام إليها. هناك شركات كبيرة مثل "أكسنتشر" (Accenture) أو "ديلويت" (Deloitte)، وأخرى متوسطة أو صغيرة. لكل خيار مجموعة مختلفة من المزايا والتحديات، لذلك، يجب أن تحدد الشركات التي تتماشى مع تطلعاتك الشخصية والمهنية لضمانِ اختيار توجه مهني يعزز فرص نجاحك.

يوجد فئة جديدة في عالم الاستشارات وهي شركات الاستشارات التقنية المستقلة، مثل شركة "ثيرد ستيج للاستشارات" (Third Stage Consulting)، التي لا ترتبط بمزوّد برمجيات محدد؛ بل تقدمُ حلول وبرامج متنوعة. قد تكون هذه الشركات خياراً مثالياً لأولئك الذين يتطلعون إلى تحقيق نمو مهني سريع يضمن التعامل مع مجموعة متنوعة من التقنيات في هذا القطاع.

شركة الاستشارات

3. تعلم وطور مهاراتك الصلبة

بعد تحديد تخصصك ونوع شركة الاستشارات التي ترغب في الانضمام إليها، عليك أن تبدأ العمل على تنمية مهاراتك الصلبة وإبرازها، وهي تشمل المؤهلات التقنية والتخصصية. لا تقتصر هذه المهارات على التكنولوجيا أو البرمجيات أو الخبرة العملية؛ بل تشمل مجالات أو وظائف محددة تنوي التركيز عليها في مجال الاستشارات.

تشمل هذه المهارات التقنية مجالات مثل الخبرة التكنولوجية، وتصميم البرمجيات، والتخصيص، والتطويرِ، وحتى مجالات مثل إدارة التغيير وتعقيدات إدارة البرامج والعمليات التجارية. يمكنك أن تطور نفسك مثلاً في تحليل العمليات التجارية. هذه مجرد أمثلة قليلة عن مجموعة المهارات التقنية الواسعة التي يمكن أن تكون مفيدة في مجال الاستشارات.

عليك إتقان المهارات التقنية المناسبة لمجال عملك لكي تلفت انتباه أرباب العمل المحتملين في مجال الاستشارات، وهذا بالتوازي طبعاً مع تطوير المهارات الشخصية الأكثر أهمية ربما من تلك التقنية.

يوجد أمامك عديدٌ من الطرائقِ لاكتساب وإبراز هذه المهارات حتى إن كنت تفتقر للخبرة العملية. إذا كان لديك خلفية في إدارة سلاسل الإمداد مثلاً وترغب في الانتقال إلى مجال الاستشارات، فإنَّ فهمك الشامل لعمليات سلسلة الإمداد يعدُّ مهارة تقنية قيِّمة. يمكنك كمستشار تكريس فهمك العميق للعمليات التجارية ضمن إدارة سلسلة الإمداد لخدمة العملاء.

يعدُّ التدريب الداخلي، أو الدورات التدريبية، أو أي تجربة عملية حقيقية خطوة أولى ممتازة بالنسبة لمن يفتقرون للخبرة، مثل الطلاب الجامعيين. أيّ تجربة ذات صلة بالمجال سترفع رصيدك لدى أرباب العمل المحتملين. الهدف الأساسي هو إبراز المهارات التقنية وتطويرها بغية لفت انتباهَ شركات الاستشارات لخبرتك.

4. تعلم وطور مهاراتك الناعمة

تُعد المهارات الناعمة عاملاً حاسماً لـ نجاحك كمستشار، وهي لا تتعلق فقط بالمعرفة الواضحة والمباشرة؛ بل تشمل قدرات مثل التواصل، والإصغاء الفعال، وفهم الآخرين، والعمل الجماعي، والتعاطف، والصبر. تُعدُّ هذه المهارات ضرورية للمستشارين، وقد تفتح لك العديد من الأبواب لدخول عالم الاستشارات.

تساعد المهارات الناعمة في تسريع وتيرة التقدم في المسيرة المهنية، مما يفرض على عاتق المبتدئين في مجال الاستشارات مهمة اكتسابها وتطويرها. تشمل خطوات تطويرِ هذهِ المهارات تحسين قدرات العرض، وتطوير تقنيات التواصل، وزيادة القدرة على طرح الأسئلة العميقة، وإبداء التعاطف الصادق تجاه الآخرين.

5. وسِّع آفاقك

يجب عليك كمستشار أن توازن بين التخصص والفهم الشامل للقطاع والأدوات التكنولوجية المستخدمة فيه، وهو أمر قد يكون معقداً قليلاً. يُعتبرُ التخصص أمراً ضرورياً، ولكن لا يمكن التركيز عليه بمعزل عن باقي المجالات، كالفهم الشامل لمختلف جوانب القطاع والتكنولوجيا وسلوكات المنظمات.

في الختام

ركّز على تخصص معيَّن عند بدء مسيرتك المهنية في عالم الاستشارات؛ حيث سيساعدك ذلك على بناء قاعدة قوية تدعم تطورك المهني. يجب أيضا أن تسعى لتوسيع قاعدة معرفتك، وفهم السياق الأوسع وكيف يرتبط مجالك المحدد بالصورة الكلية. سيزيد هذا الفهم الشامل من فرصك المهنية، ويعزز مكانتك كمستشار موثوق.

على فرض أنّك تطمح للترقي إلى منصب مديرِ برنامج، عندئذٍ يمكنك البدء باكتساب مجموعة واسعة من المهارات لتتطوَّر بسرعة أكبر. إذا كنت تهدف إلى الانتقال بين الشركات الاستشارية الكبيرة والصغيرة أو العكس، فإنَّ خبرتك وتجاربك ستمنحك مرونة كبيرة. الخلاصة هي أنه عليك التركيز على تخصص معيَّن لبدء مسيرتك الاستشارية، مع توسيع نطاق معرفتك في نفس الوقت. يضمن لك ذلك أن تكون ملماً بتخصصك وكيفية تداخله معَ جوانب الأعمال والتكنولوجيا الأخرى.

أحدث المقالات

ابق على اطلاع بآخر المستجدات

کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة