أفضل 10 شركات استشارية في مجال التنوع والإنصاف والشمول (DEI)

أصبح التنوع والإنصاف والشمول (DEI) من الأهداف المحورية في ثقافة الشركات الحديثة، ولم تعد مجرد إضافات ثانوية؛ بل عناصر أساسية لبناء بيئة عمل عادلة ومستدامة، وتؤدي شركات الاستشارات الإدارية الآن دوراً حاسماً في قيادة هذا التغيير. تساعد هذه الشركات المؤسسات على بناء بيئات عمل أكثر شمولاً وعدالة سواء من خلال تبنِّي تقنيات حصرية واستراتيجيات مبتكرة، أم من خلال مشاركة عقود من الخبرة التطبيقية والبحث العلمي.

فيما يأتي نستعرض أبرز 10 شركات استشارية في الولايات المتحدة متخصصة في التنوع والإنصاف والشمول، والتي تميَّزت بسجل حافل بالنجاحات والتزام فعلي بدمج مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في صميم ثقافة المؤسسات التي تخدمها.

أبرز 10 شركات استشارية في الولايات المتحدة متخصصة في التنوع والإنصاف والشمول

1. شركة "مكنزي وشركاؤه" (McKinsey & Company)

طورت شركة "مكينزي وشركاؤه" (McKinsey & Company) منهجاً متكاملاً في مجال التنوع والشمول والإنصاف، يجمع بين أدوات قياس حصرية، وأبحاث متقدمة في القطاعات المختلفة، وتعاون فعال مع مجموعات دعم الموظفين.

تصمم الشركة برامج طويلة الأمد تُحدِث تغييرات جوهرية، وتضع إطاراً واضحاً لجذب المواهب المتنوعة، وتنميتها، والحفاظ عليها. يمتد التزام شركة "ماكينزي" ليشمل مساعدة المؤسسات على معالجة الأسباب الجذرية لعدم المساواة، وتعزيز التمثيل العادل في المناصب القيادية، وبناء ثقافات تنظيمية أشمل.

لا يتوقف الأمر عند الخطط النظرية؛ بل ترشد "مكينزي" عملاءها تجاه تغييرات سلوكية وبنائية مدروسة، وتساعدهم على تحديد أهداف طموحة وقابلة للتحقيق، وتنفيذ تقييمات شاملة، ووضع آليات دقيقة لقياس التقدم. تضمن الشركة تحسينات فورية من خلال هذا النهج المنظم، كما تؤسس لمسار طويل الأمد تجاه مزيد من العدالة والشمول داخل بيئة العمل.

2. مجموعة "بوسطن للاستشارات" (Boston Consulting Group - BCG)

تقدّم مجموعة "بوسطن للاستشارات" (Boston Consulting Group - BCG) خدمات شاملة في مجال التنوع والإنصاف والشمول، تُمكِّن الشركات من دمج مفاهيم الإنصاف والشمول في سلسلة القيمة بأكملها، بدءاً من تجربة العملاء وتطوير المنتجات، وصولاً إلى إدارة سلاسل الإمداد، ويتميّز نهجهم بتركيزه على التأثير المجتمعي طويل الأمد، إلى جانب إحداث تحوُّل داخلي حقيقي في المؤسسات.

تُركِّز الشركة على منهجية شمولية تدمج مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في العمليات الأساسية للأعمال، مما يضمن أنَّ جهودها تتجاوز حدود الالتزام الرسمي لتُحقق فوائد اجتماعية وتنظيمية طويلة الأمد.

تشمل خدمات المجموعة برامج مخصصة تتناول موضوعات، مثل تنوُّع المورِّدين، والمساواة بين الجنسين، وتصميم منتجات شاملة، والعدالة العرقية، كما توفِّر أدوات دقيقة للقياس وتطوير القيادات، ما يمكِّن العملاء من تتبُّع الأداء وتحسين استراتيجياتهم باستمرار، فمن خلال دمج التغيير الهيكلي والثقافي، تساعد مجموعة بوسطن للاستشارات الشركات على تحقيق التقدم وتعزيز موقعها التنافسي في السوق.

3. شركة "ديلويت للاستشارات" (Deloitte Consulting)

تركز شركة "ديلويت" للاستشارات في عملها على تحقيق أثر طويل الأمد يتمحور حول الإنسان، فمن خلال تقييمات دقيقة وتعاون فعال مع المعنيين، تكشف الشركة الحواجز النظامية التي تعوق الشمول، وترسخ سلوكات القيادة الشاملة، مثل الالتزام، والشجاعة، والفضول، والتعاون، والذكاء الثقافي، والوعي بالتحيز.

يمزج نهج "ديلويت" بين التحليلات المدعومة بالتكنولوجيا، وتدريب القيادات، والاستشارات الاستراتيجية، لتصميم تدخلات مصممة خصيصاً تعزز الممارسات العادلة وتبني ثقافة انتماء داخل المؤسسات، ويكمن الهدف النهائي في دعم الابتكار، وجذب أفضل المواهب، وتحقيق تغييرات مستدامة تعود بالنفع على الموظفين والمجتمع الأوسع.

4. شركة نوفا كولكتيف (The Nova Collective)

تختص شركة نوفا كولكتيف (The Nova Collective)، التي شاركت في تأسيسها نساء من أعراق وأصول مختلفة (سود وسكان أصليون وملوَّنون)، في استشارات الموارد البشرية، والتنوع، والإنصاف، والشمول، وتُكرِّس جهودها لإحداث تغيير ثقافي حقيقي وفعال داخل المؤسسات، وانطلاقاً من التزام عميق بالعدالة والشمول، تعمل "نوفا كولكتيف" عن قرب مع القيادات والفِرَق لتحويل أماكن العمل إلى بيئات يشعر فيها جميع الموظفين بالتقدير والتمكين.

يتميَّز نهجها بكونه بعيداً كل البعد عن الحلول الجاهزة؛ إذ تؤمن الشركة بأنَّ المبادرات المؤثرة في مجال التنوع والإنصاف والشمول يجب أن تُصمَّم خصيصاً بناءً على السياق الفريد والتحديات والأهداف المخصصة بكل عميل على حدة.

ما يجعل "نوفا كولكتيف" متفرِّدة هو تركيزها على تقديم تجارب تعلم مخصصة، فهي تُولي وقتاً لفهم تفاصيل قطاع العميل، وهيكل عمله، وتركيبة قواه العاملة، ومن خلال توفير حلول مُفصلة بدقة، تضمن "نوفا كولكتيف" امتثال كل استراتيجية من استراتيجيات التنوع والإنصاف والشمول للمعايير المهنية، والاحتياجات المخصصة لكل مؤسسة، وبهذا الأسلوب، تُساعد عملاءها على بناء ثقافات أكثر عدالة، وتعزيز التفاعل الوظيفي، وتحقيق تقدُّم ملموس تجاه أهدافهم في مجالات التنوع والإنصاف والشمول.

5. شركة باين آند كومباني (Bain & Company)

تتبنَّى شركة "باين آند كومباني" (Bain & Company) نهجاً مزدوجاً في مجال التنوع والإنصاف والشمول يجمع بين القيادة الواعية والرؤى المستندة إلى البيانات، لضمان أن تنبع المبادرات من تجارب واقعية ذات معنى. تساعد الشركة عملاءها على تتبّع التغييرات في سلوك الموظفين، وتحفيز التغيير من قمة الهيكل التنظيمي، ووضع خرائط طريق قابلة للتنفيذ تلبِّي الأولويات القريبة والمتوسطة الأمد؛ إذ يشمل عمل شركة باين جميع جوانب المؤسسة، بدءاً من تطوير القيادات وإدارة المواهب، وصولاً إلى تنوُّع المورِّدين واستراتيجيات التوظيف.

تشمل خدمات "باين" تصميم استراتيجيات شاملة، وتطوير المواهب والثقافة المؤسسية، وتوجيه عمليات إدارة التغيير، ودمج مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في مجالات المشتريات وعمليات الاندماج بعد الاستحواذ، كما تساعد الشركات على إدماج هذه المبادئ في الوظائف الأساسية، مثل المبيعات والتسويق، لضمان انعكاس قِيَم التنوع والشمول في كل جوانب عملياتها.

6. شركة "إرنست ويونغ" (Ernst & Young - EY)

تتعاون شركة "إرنست ويونغ" (Ernst & Young - EY) مع عملائها من القطاعات المختلفة لدمج مبادئ التنوع والإنصاف والشمول ضمن استراتيجياتهم الجوهرية، وتستند في عملها إلى أطر قوية، مثل "المعيار العالمي للمساواة" (Global Equality Standard - GES)، لمساعدة المؤسسات على تقييم ممارساتها الحالية وتحديد مجالات التطوير.

يُتيح هذا النهج للشركة مساعدة العملاء على وضع أهداف واقعية، وتطوير خطط عمل مخصصة، وترسيخ مبدأ الشمولية في كل جانب من جوانب التشغيل، كما تتعاون الشركة مع المؤسسات لبناء برامج تنوع وإنصاف وشمول مستدامة، مستندة إلى خبرتها في مبادرات معترف بها عالمياً، مثل "التحالف العالمي للمساواة" التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.

يُشرف على هذه الجهود "مجلس الاستشارات الشمولية" (IAC) داخل الشركة، مما يضمن اتساق منهجيات الشركة مع أفضل الممارسات العالمية، ومن تطوير القيادات إلى تنفيذ استراتيجيات توظيف شاملة، تساعد الشركة عملاءها على تحقيق تقدم ملموس وتوفير بيئات عمل تُزهر فيها وجهات النظر المتنوعة.

7. شركة كورن فيري (Korn Ferry)

كورن فيري (Korn Ferry) هي شركة استشارات تنظيمية عالمية تأسست عام 1969 على يد "ليستر بي. كورن" (Lester B. Korn) و "ريتشارد إم. فيري" (Richard M. Ferry)، وبفضل ما يزيد عن 40 عاماً من الخبرة في مجال التنوع والإنصاف والشمول، وشبكة من المعايير العالمية، تساعد "كورن فيري" المؤسسات على تغيير السلوكات والعقليات على كافة المستويات، من الأفراد إلى فِرَق القيادة.

تبدأ الشركة عملها بتقييم وضع التنوع داخل المؤسسة، وتحديد الفجوات، ثم تطوير خطة عمل مخصصة، ويشمل هذا تقييم البرامج الحالية، وجمع تغذية الموظفين الراجعة من خلال أدوات، مثل "بوصلة التنوع والإنصاف الشمول المخصصة بالشركة" (Korn Ferry DE&I Compass)، وتحليل سياسات التوظيف والترقية لاكتشاف أية تحيُّزات خفية.

تركز "كورن فيري" من أجل تعزيز الشمول المستدام على تطوير السلوكات الشاملة لدى القادة والموظفين، وإعادة تشكيل نظم إدارة المواهب لضمان العدالة والإنصاف، وبناء هياكل تنظيمية تدعم التنوع، ومن خلال دمج مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في صميم ثقافة المؤسسة، تبني الشركة بيئات عمل شاملة تُمهِّد الطريق للنجاح طويل الأمد.

8. شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PricewaterhouseCoopers - PwC)

تقدِّم شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC) مجموعة من الأدوات الحصرية التي تُمكِّن المؤسسات من تقييم وتعزيز مبادراتها في مجال التنوع والإنصاف والشمول، ويُعد "نموذج نضج التنوع العالمي" (Global D&I Maturity Model) أداة رئيسة تُساعد العملاء على تحليل وضعهم الحالي ووضع خطط عمل مخصصة.

تتيح أداة "اي اس جي بلس" (ESG Pulse) رؤية واضحة لعوامل البيئة والمجتمع والحوكمة، وتوفِّر قاعدة بيانات "ساراتوغا للمقارنة المعيارية" (Saratoga Benchmarking Database) مؤشرات مفصلة حول الموارد البشرية والمواهب لدعم استراتيجيات التنوع والإنصاف والشمول، إضافة إلى ذلك، تساعد أداة "تحليل التحيُّز" (Bias Analyzer) على اكتشاف التحيزات الكامنة ضمن العمليات التنظيمية، بينما يُعالج إطار العمل "سولفينغ فور إكس" (Solving for X) التحديات المعقدة المرتبطة بهذا الموضوع.

تساعد الشركة من خلال هذه الأدوات عملاءها على مواجهة تحديات، مثل تدني اندماج الموظفين، وعدم وضوح الرؤية، والضغوطات التنظيمية الداخلية والخارجية، ومن خلال استراتيجيات قائمة على البيانات، تساعد الشركة المؤسسات على تحقيق نتائج قابلة للقياس وخلق فرص عادلة للفئات المحرومة، مما يضمن دمج قيم التنوع والإنصاف والشمول بعمق في ثقافة المؤسسة وعملياتها اليومية.

9. شركة "ميرسر" (Mercer)

تتعاون شركة "ميرسر" (Mercer) مع المؤسسات لبناء بيئات عمل أكثر شمولاً وعدالة، وتُساعد عملاءها على مواءمة تنوُّع القوى العاملة مع المجتمعات التي يخدمونها، وتدعم إنشاء "حلفاء مرئيين" ورعاة للموظفين الذين ينتمون إلى فئات ممثلة تمثيلاً ضعيفاً، كما تُرشد ميرسر المؤسسات في تطبيق استراتيجيات تقلل التحيز في الأجور والترقيات، وتنظِّم تدريبات حول التحيُّز اللاواعي، وتُحدِّد أهدافاً طويلة الأمد لزيادة تمثيل الفئات المتنوعة في المناصب القيادية والحيوية.

تُمكِّن ميرسر عملاءها من معالجة الحواجز النظامية التي تعوق تحقيق المساواة، وتوفير بيئات يزدهر فيها الموظفون من جميع الخلفيات، كما تصمم برامج تعليم وتطوير عادلة، وتستفيد من مجموعات موارد الأعمال (BRGs) لتقديم حلول مخصصة. تضمن ميرسر تحقيق تقدم ملموس ومستدام في رحلة التنوع والإنصاف والشمول من خلال الشراكات الوثيقة.

10. شركة "سبنسر ستيوارت" (Spencer Stuart)

تُعد شركة "سبنسر ستيوارت" (Spencer Stuart) واحدة من أبرز شركات الاستشارات العالمية المتخصصة في البحث التنفيذي، وقد رسَّخت مكانتها بوصفها قائدة في بناء فِرَق قيادية متنوعة وديناميكية على مستوى العالم؛ إذ تُعيِّن الشركة سنوياً ما يقارب 1000 مرشح متنوع في مناصب تنفيذية عليا، وأكثر من 300 في مجالس الإدارة، ومن أبرز إنجازاتها، تعيين 15 من النساء المدرجات في قائمة "أقوى 50 امرأة" لمجلة "فورتشن" (Fortune)، وتسهيل تعيين 4 من أصل 5 مديرات تنفيذيات في مؤشر FTSE 100.

لا يتوقف التزام الشركة بالتنوع عند حدود عملائها؛ بل يمتد إلى ثقافتها الداخلية، التي تحتفي بالتعددية وتُشجِّع الموظفين على التعبير عن ذواتهم الحقيقية، وتؤمن "سبنسر ستيوارت" بأنَّ بيئة العمل الشاملة، تعزِّز قدرتها على مساعدة عملائها على تطوير استراتيجيات المواهب والقيادة، مما يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية والمجتمعات التي تخدمها.

في الختام

أثبتت هذه الشركات العشر أنَّها قادرة على إحداث تغيير حقيقي وملموس، سواء داخل عملياتها أم من خلال دعمها لعملائها، سواء من خلال تصميم برامج تطوير مهني مبتكرة أم استخدام تقنيات متقدِّمة لتحقيق أهداف التنوع والإنصاف والشمول، فقد أدَّت هذه الشركات دوراً حيوياً في نشر ثقافة التنوع والإنصاف والشمول داخل المشهد المؤسسي العالمي.

هذا المقال من إعداد المدرب ماجد بن عفيف كوتش في MMB