دليل شامل لإنشاء شبكة العلاقات المهنية للاستشاريين (الجزء الثاني)

تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا عن أهمية إنشاء العلاقات المهنية للحصول على وظائف في مجال الاستشارة، ومتى يجب إنشاء هذه العلاقات، والأشخاص الذين يجب التواصل معهم، وسنُكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن الأماكن والخطوات المناسبة لبناء العلاقات المهنية.

الأماكن المناسبة لإنشاء الشبكات المهنية

تُنشَئ العلاقات المهنية في مجال الاستشارة بصورة فردية غالباً، فيبدأ التواصل عبر البريد الإلكتروني، ثمَّ تُتبادَل المكالمات الهاتفية، فتتطور العلاقة وتبدأ اللقاءات على أرض الواقع أو عبر وسائل الاتصال المرئي.

الاستشاريون مشغولون دوماً، وليس لديهم ما يكفي من الوقت للتواصل على الرغم من رغبتهم في التحدث عن مجال الاستشارة؛ لذا اجعل طلبك بسيطاً، مثل إجراء مكالمة هاتفية مدتها 10 إلى 20 دقيقة في الوقت الذي يناسبهم، ولا تطلب أكثر من ذلك، أو تُشعِرهم بأنَّ عليهم التحضير لاجتماع رسمي.

إذا كنت تود مشاركة شيء معهم، فاذكره في الرسالة، مثل أي أمر قد يثير اهتمامهم وليكن أخبار الجامعة التي ارتادها كلٌّ منكما.

يستطيع الاستشاريون عادة إجراء مكالمة هاتفية مدتها 20 دقيقة في إحدى تنقُّلاتهم، ولكن ترهقهم كثرة مكالمات الفيديو التي يجرونها مع فرقهم أو عملائهم طوال اليوم؛ لذا لا بأس إذا تواصلوا معك عبر الهاتف فقط، فيجب احترام وقتهم، والتواصل معهم بالطريقة التي تناسبهم.

كيفية إنشاء العلاقات المهنية

يجب أن يتحقق المرشح فيما إذا كان ارتاد مؤسسة تعليمية تستهدفها الشركات الاستشارية، وذلك من خلال مركز التوظيف، أو عن طريق البحث عن هذه المؤسسة في موقع "ماكينزي أون كامبس" (McKinsey On Campus) أو ما يماثله.

تُعدُّ فِرق التوظيف عروضاً تقديمية كبيرة، وترتِّب محادثات فردية وجماعية مع الناس في هذه المؤسسات. يمكن المبادرة في التعرف على فريق التوظيف التابع للكلية أو المنطقة والتواصل مع الاستشاريين.

أمَّا في حال لم تكن المؤسسة التعليمية مستهدَفة، فيجب اللجوء إلى بعض الاستراتيجيات التي تبني العلاقات المهنية، ويُذكَر منها ما يأتي:

• التواصل مع الكثير من الاستشاريين الذين يعملون في الشركات التي تستهدفها.
• بناء العلاقات.
• طلب التزكيات.

يتطلب بناء شبكة العلاقات المهنية الالتزام بالخطوتين التاليتين:

1. إعداد قائمة بالشركات الاستشارية المستهدفة

يمكن البحث عن الشركات الاستشارية التي لديها مكاتب في المدن التي تنوي الإقامة فيها، والاطلاع على المواقع الإلكترونية للشركات، ومراجعات موقع "غلاس دور" (Glassdoor)، ثمَّ اختصار القائمة إلى أهم الشركات.

يجب التواصل مع عدد كبير من الاستشاريين كي تزيد فرص تلقِّي ردود منهم، ولكن لا يعني هذا أن تتواصل مع جميع طاقم الشركة؛ لأنَّه تصرُّف ينمُّ عن عدم احترام وقت الاستشاريين، ويعطي انطباعاً سلبياً.

أنشِئْ خطة للتواصل مع الاستشاريين الذين تعرفهم أو يمكنك التواصل معهم. راسِلْ عدداً من الاستشاريين، ثمَّ تواصَلْ مع زملائهم في الشركة نفسها في حال لم تتلقى رداً.

2. التواصل مع الاستشاريين في تلك الشركات

يمكن استخدام خاصية البحث على منصة "لينكدإن" (LinkedIn) للعثور على الاستشاريين المذكورين آنفاً، فيمكنك أن تتواصل معهم مباشرةً على المنصة، أو تستخدم موقع "روكيت ريتش" (RocketReach) للبحث عن عناوين بريدهم الإلكتروني.

يُفضَّل أن تكون الرسائل التي ترسلها للاستشاريين الذين تعرفهم مختلفة عن تلك التي ترسلها للاستشاريين الذين لم تتواصل معهم من قَبل. الهدف من ذلك هو أن يوافق بعضهم على مقابلتك وتقديم المعلومات التي تحتاج إليها.

ابنِ العلاقات ـ بعد النجاح في التواصل مع الاستشاريين ـ انطلاقاً من الاهتمامات المشتركة، وذلك للفت انتباههم، فلا تحاول فرض نفسك على أحد؛ بل يكفي أن تستعدَّ جيداً، وستجد الشركات المناسبة.

حسِّنْ العلاقات مع الاستشاريين الذين تواصلتَ معهم في إعداد طلب التقدم إلى الوظيفة، فيمكنك أن تهنِّئهم على أي حدث مرتبط بالشركة، ولكن اجعَل رسالة البريد الإلكتروني مقتضبة، ولا تطلب منهم رداً؛ لأنَّ الاستشاريين مشغولون دوماً، والرسائل التي تَرِدُ من غير العملاء ليست من أولوياتهم.

أهمية طلب التزكيات

يقدِّم لك الاستشاريون الذين تواصلتَ معهم عدة مرات التزكيات من تلقاء أنفسهم، ولكن لا تقلق إن لم يحدث ذلك، وأخبِرْهم بالوقت الذي ستقدِّم فيه طلب التوظيف، واشكرهم على دعمهم في إعداد الطلب. إذا كوَّنت علاقة قوية مع أحدهم، فاطلب منهم التزكية، وقد لا تحتاج حتى إلى أن تطلب التزكية أحياناً، فسيرسلها الاستشاري دون علمك إلى مسؤولي التوظيف للاهتمام بطلبك.

يقدِّم الاستشاري في النهاية التوصية عندما يقتنع بأنَّك مؤهَّل للعمل معه، وقادر على مساعدته على المشروعات؛ لذا احرص على أن تكون مهنياً وفضولياً ومهتماً في تفاعلك معه، وتذكَّرْ أنَّ لا أحد سيفيدك إذا فشلت في المقابلات. ركِّزْ على العلاقات المهنية، ولكن خصِّصْ ما يكفي من الوقت للتدريب على مقابلات التوظيف.

7 نصائح لإنشاء العلاقات المهنية

1. تواصَلْ مع عدد كبير من الاستشاريين

تواصَلْ مع عدد كبير من الاستشاريين ليزيد احتمال تلقي الردود منهم، واختَرْ أشخاصاً تتوقع أن يتجاوبوا معك، ولا تتواصل مع جميع العاملين في الشركة في اليوم نفسه.

2. تواصَلْ مع الاستشاريين المناسبين في الشركة

تزداد فائدة التزكية عندما تكون مُقدَّمة من أحد العاملين في المناصب العليا، أو من شخص يتوسع في شرح إمكانيات ومؤهلاتك أمام المسؤولين عن التوظيف.

3. ابنِ العلاقات مع الاستشاريين

إنشاء العلاقات المهنية ليست عملية تجارية؛ لتكوين العلاقات يجب أن تتريَّث قليلاً، ولا تُكثِر من طلباتك، كي لا ينفر الاستشاريون منك.

4. سهِّلْ على الاستشاريين التواصل معك

بسِّط طلبك ليسهل عليهم الموافقة عليه؛ لأنَّ الاستشاريون دائمو الانشغال.

5. ركِّزْ على المصالح المشتركة

ستلفت انتباه الاستشاريين حين تتحدث عن الأمور التي تثير شغفك، وسيتذكرونك عندما تشاركهم اهتماماتهم.

6. قوِّي علاقاتك مع الاستشاريين

قوِّي علاقاتك مع الاستشاريين لدرجة أن يطلبوا من الشركة توظيفك، ولا يتخلوا عنك.

7. أنشِئ العلاقات المهنية وحضِّرْ لمقابلات التوظيف

لن تفيدك التزكيات أو العلاقات المهنية إن لم تتمكن من النجاح في مقابلات التوظيف؛ لذا اعمَلْ على إدارة وقتك بحيث توازن بين الأمرين.

في الختام

يجب بناء العلاقات المهنية في مجال الاستشارة لضمان لفت انتباه مسؤولي التوظيف عند تقديم السيرة الذاتية، وزيادة فرص نيل وظيفة أحلامك.