الدليل الشامل لمستشار التنوع والشمول: المهام، والأنواع، والمؤهلات

يُعدُّ مستشار التنوع والشمول (D&I) دوراً استراتيجياً حيوياً لمساعدة الشركات على تحديد أفضل الممارسات الكفيلة بتحقيق الشمولية، وبناء علاقات متينة مع جميع الموظفين، وتبنِّي سياسات إيجابية تجاه الفئات الأقلية داخل بيئة العمل.

يزداد ولاء الموظفين وترتفع معنوياتهم بوضوح عندما يضع مستشار التنوع والشمول وينفِّذ سياسات مناهضة للتمييز بين الجنسين، كما يُعِد ويقدِّم الدورات التدريبية وورشات العمل للموظفين في هذا الصدد، ويتعامل مع النزاعات وحالات التمييز الداخلية، فيشعر الموظفون بالاندماج والأمان والثقة في فريق القيادة، مما يعزز وجود قوة عاملة متنوعة، ويخلق ثقافة مؤسسية فاعلة، وينشر الانسجام والتعاون.

جوهر دور مستشار التنوع والشمول

تقتضي استشارات التنوع والشمول إجراء دراسة مفصَّلة لأفضل الممارسات في هذا المجال من أجل تسليط الضوء على الاستراتيجيات الفعالة، وتقديم حلول إبداعية لتحقيق الشمول والتنوع، بالتالي سيبني المستشار لغة التنوع والشمول ويطوِّرها مع مرور الوقت، وعليه أن يشرح هذه المصطلحات، والمفاهيم، والنظريات بعملية؛ لذلك يمكن لمستشار التنوع والشمول تقييم المؤسسة بأكملها، ووضع خطة استراتيجية للتنوع، وتوجيه استراتيجية إدارة التغيير، وإعلام المعنيين بتفاصيل الخطة الجديدة، كما يخفف هذا الدور العبء عن الشركة، حتى لا تكلِّف موظفاً غير مؤهل لإنجاز مهام التنوع والشمول.

أنواع مستشاري التنوع والشمول

توجد فئتان رئيستان من مستشاري التنوع والشمول المطلوبين في سوق العمل، فبعض الشركات ترغب في مستشارين ذوي خبرة واسعة لتلبية احتياجاتها الراهنة، بينما تحتاج شركات أخرى إلى مستشارين جدد لديهم الاستعداد للتعلم والانفتاح الذهني، وإليك أبرز هذه الأنواع:

1. مستشار التنوع والشمول ذو الخبرة: يعد هذا النوع شائعاً، وهو المستشار الذي يمتلك المعرفة الكافية لمعالجة المشكلات الجادة في الشركة؛ إذ تبحث الشركات عن شخص يوسِّع نطاق أقسامها ويطوِّر موارد شاملة لكل مؤسسة.
2. المستشار الشاب: تكون بعض الشركات أكثر تقبلاً للوجوه الشابة في هذا الدور، ولكنَّها تبحث عن شخص يمتلك خبرة تدريبية، وتعيِّن الأفراد الذين يحملون شهادة في التنوع بسرعة.

مسؤوليات مستشار التنوع والشمول

بصرف النظر عن نوعه، يؤدي مستشار التنوع والشمول جميع الأدوار التالية في آن واحد:

1. قائد برامج التنوع.
2. رئيس السياسات.
3. منسِّق ثقافة الشركة.
4. باحث.

دعنا نستكشف هذه الأدوار ومسؤولياتها:

1. قائد برامج التنوع

تُعد المعرفة الوظيفية أمراً بالغ الأهمية لمستشاري التنوع والشمول؛ إذ يمكنهم مساعدتك على إنشاء وتطوير برامج للمؤسسة، كما تمكِّنهم هذه المهارات من توجيه المؤسسات خلال عملية تنفيذ المبادرات والبرامج الجديدة.

فيما يأتي مسؤوليات قائد برنامج التنوع والشمول:

• تخطيط، وإعداد، وتنسيق الفعاليات، وورشات العمل، والعروض التقديمية، والاجتماعات، وضمان جودة المواد التدريبية والامتثال لمعايير التنوع والشمول قبل التسليم.
• إعداد الحملات الداخلية، وتعديلها، وتنفيذها لرفع الوعي والتأثير في القادة والموظفين وإقناعهم بتطبيق ممارسات التنوع والشمول ضمن الأقسام، وترسيخ ثقافة تدعم التنوع في بيئة العمل.
• تقديم الخبرة المتخصصة في موضوع التنوع، والإنصاف، والشمول في تنفيذ مبادرات التنوع والشمول، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، التوظيف والتدريب وتجربة الموظف.
• تحديد الحاجة إلى مراجعة سياسات وبرامج التنوع، والإنصاف، والشمول لدعم التنمية والاستراتيجية التنظيمية.
• دعم مبادرات تحسين ثقافة المؤسسة وتجربة الموظف وفق الحاجة من خلال تحديد وإدارة فرص التنوع، والإنصاف، والشمول.

2. رئيس السياسات

يُطلَب منك بوصفك مستشاراً للتنوع والشمول مساعدة المؤسسة على إيجاد طرائق لتحسين ممارساتها، ويتضمن ذلك إجراء البحوث وتحليل البيانات ووضع سياسات للتحسين.

فيما يأتي المسؤوليات الرئيسة لرئيس سياسات التنوع والشمول:

• تقديم المشورة المتخصصة لوضع وتنفيذ خطة عمل لمنع ومعالجة العنصرية وضمان المساواة العرقية في المنظمة من خلال تحديد ومعالجة أية تحيزات مقصودة أو غير واعية في القسم.
• تقديم المدخلات الفنية والمساهمة في إعداد السياسات والملخصات/الوثائق/التقارير المطلوبة المتعلقة بالتنوع والشمول.
• الحفاظ على المعرفة الحديثة بالتشريعات المناهضة للتمييز.
• تطبيق تشريعات المساواة لتلبية المنظمات للمتطلبات القانونية.
• كتابة وتنفيذ ومراجعة السياسة على مستوى الشركة والخدمات التي تقدِّمها.

3. منسِّق ثقافة الشركة

الكفاءة الثقافية هي فهم الأشخاص من خلفيات مختلفة والتفاعل معهم، وهي مهارة هامة لمستشاري التنوع؛ لأنَّها تتيح لهم مساعدة عملائهم على إيجاد بيئات شاملة.

المسؤوليات الرئيسة التي يغطِّيها هذا الدور هي:

• تقييم ثقافة المنظمة واحتياجات المجتمع وتعزيز التماسك المجتمعي.
• تعزيز التغييرات داخل المنظمات والمجتمع الأوسع.
• إعداد أنظمة مدروسة للإبلاغ عن أية حوادث تمييز.
• تقديم الاستشارات والاستراتيجيات، وإجراء التدخلات في مجال التنوع، والإنصاف، والشمول.
• التفاعل مع أشخاص من خلفيات متنوعة.
• الرد على المشكلات وتقديم معلومات حول خيارات الشكاوى.

4. باحث

يبحث مستشارو التنوع والشمول في الموضوعات المرتبطة بتعزيز مبادرات التنوع والشمول لمساعدة عملائهم على فهم الموضوع، فيبحثون في سجلِّ التنوع والشمول في المنظمة لفهم أهمية وجود مكان عمل متنوع وشامل.

المسؤوليات الرئيسة في هذا الدور هي:

• إجراء بحث مستمر حول التوجهات الديموغرافية وأفضل الممارسات، واقتراح استراتيجيات لتحسين إجراءات التنوع والشمول.
• إجراء دراسات تحليلية، واختيار مقاييس لتقييم التقدم في مبادرات التنوع والشمول، لتحسينها وتحقيق النتائج المرجوَّة منها، وترسيخ مبادئ الشمول والمساواة بين الجنسين في ثقافة الشركة.
• البحث في الميزة التنافسية للتنوع والشمول وكيف تسهم القوى العاملة المتنوعة في نمو الشركة.
• البحث في استراتيجية العمل وتحديد برامج جديدة لمعرفة أحدث الأفكار.
• تقديم تحديثات منتظمة ومراقبة التقدم في المساواة بين الجنسين، ومبادرات مكافحة العنصرية، وأعمال التنوع والشمول الأخرى ونشر المعلومات.
• تعزيز الإبلاغ عن مقاييس التنوع والشمول وعملياتها لقياس المشاركة والتقدم، فالمستشار الذي يحدد ويبحث ويحلل التوجهات التنظيمية لتقديم أفضل حلول التنوع والشمول للمنظمة.

مؤهلات مستشار التنوع والشمول

المؤهلات الرئيسة المطلوبة لمستشار التنوع والشمول هي:

• يحمل أخصائيو التنوع والإنصاف والشمول عادةً درجة البكالوريوس في مجال ذي صلة بالموارد البشرية؛ إذ تشمل بكالوريوس العلوم في إدارة الأعمال أو إدارة الموارد البشرية دورات، مثل إدارة الأعمال، والمحاسبة، وعلم النفس، والعلاقات الصناعية، وغيرها.
• الشغف بالعدالة والإنصاف والتنوع والشمول.
• يفضل 5 سنوات من الخبرة في العمل على ثقافة مكان العمل.
• مهارات تواصل ممتازة.
• احترام الامتثال والسرية.
• الإبداع والفضول، مع عقلية قائمة على الحلول.
• الاهتمام بالتفاصيل عند ضمان الامتثال.
• القدرة على تقييم البيانات وتقديم التوصيات.
• مهارات تنظيمية قوية.

أفضل النصائح لمستشاري التنوع والشمول الجدد

يعد العمل بالأدوار الأربعة في آنٍ واحد لمستشاري التنوع والشمول الجدد أمراً صعباً، فمن جهة، خطِّط البرامج ونفِّذها للمؤسسة، بينما من جهة أخرى، ابحث وجهِّز المقاييس للعروض التقديمية؛ إذ تتطلب هذه الأدوار تخطيطاً جاداً.

تساعدك النصائح التالية على بدء حياتك المهنية في مجال تقديم الخدمات الاستشارية الخاصة بالتنوع والشمول:

1. استوعِب طبيعة العمل

لن يدرِّب مستشار التنوع والشمول الماهر والمتمكِّن ببساطة إذا كان هذا ما تطلبه الشركة؛ بل سيطرح عدداً من الأسئلة المثيرة للتفكير، ويتحدث مع أصحاب المصلحة الرئيسين، وربما يراجع بياناتك أو مستنداتك الحالية.

إذا لم يكن هناك عقد سارٍ بعد، فلا بأس من توقيع اتفاقية عدم الإفشاء قبل الاطلاع على المعلومات السرية، ولكن إذا لم تشارك الشركة المعلومات، فإنَّ ذلك يمنعك من تحديد المشكلة الجذرية، والتحقق من قدرتك وفعالية أسلوبك وخبرتك في تقديم الحلول والمقترحات المناسبة.

2. ساعِد الشركة على تحديد أهدافها

تبدأ كل مؤسسة بنوع من الإحساس بمشكلتها وما تريده، وتُظهر كفاءة مستشار التنوع والشمول إذا اكتشف ما تحتاج إليه الشركة، وحدَّد أهداف المهمة الملموسة والحرجة، فالتنوع هو وسيلة لتحقيق غاية هي بالفعل في صدارة اهتمامات المنظمة وقادتها.

يساعد المستشار الممتاز الشركة على تحديد كيفية الحصول على النتائج التي تهمها بالفعل؛ لذا يجب أن يستعد المستشار لطرح أسئلة، مثل: ما هي أكبر مشكلة مُلحَّة تواجه مؤسستك الآن؟ ما هي نقاط الضعف الرئيسة لديك؟ ما الذي يؤرِّق الإدارة العليا؟ كيف تريد الانتقال من جيد إلى ممتاز؟ يضمن إشراك المشرفين وصنَّاع القرار الرئيسين في عملية الاستيعاب حصول المستشار على إجابات أدق، كما يحتاج المستشار إلى ربط عمل التنوع والشمول بتلك الأهداف ونقاط الضعف لتحقيق عائد على الوقت والموهبة والميزانية.

3. قيِّم التأثير

يجب أن يشرح المستشار للشركة كيف يخطط لإظهار النتائج وعائد الاستثمار، ويحتاج إلى فهم جيد لأساليب التقييم الكمي والنوعي وكيفية تطبيقها، كما عليه التأكد من أنَّ العقد يتضمن الأهداف والمخرجات وتقييم النتائج.

4. امتلِك خبرة خارج نطاق التنوع والشمول

يمتلك أفضل ممارسي التنوع والشمول خلفية في تطوير المنظمة والتنوع والشمول، ويتمتع عدد منهم بخبرة قيادية أو صناعية مباشرة، بينما يمتلك آخرون مهارة في تصميم وتقديم التدريب، بعضهم مدربون معتمدون أو مرخصون، بينما يحمل آخرون شهادات في نماذج متخصصة أو أدوات تقييم أو تقنيات اتصال، يجب على المستشار التأكد من امتلاكه لمجموعة مهارات قوية وذات صلة تضيف عمقاً وقيمة لعمله.

5. أدِرْ عملاً فعالاً

على المستشار أن يكون موثوقاً واحترافياً سواء عُيِّنَ مستشاراً خارجياً أم داخلياً، وعليه التواصل وأن يكون متاحاً بمعقولية، ويستجيب للرسائل، ويلتزم بكلمته والمواعيد النهائية، ويتجنب بدء العمل دون عقد مكتوب واضح وشامل، ويضع حدوداً ولا يُعطي كثيراً من وقته وخبرته مجاناً، ويتعامل مع الفواتير والمعاملات المالية بسلاسة، ويستخدم التكنولوجيا بفعالية، ويقدِّم أية مستندات ضريبية أو تأمينية، ويُجيب على مخاوف العملاء بموقف موجَّه تجاه خدمة العملاء.

6. استثمِر خبراتك

يجب على المستشار تهيئة الشركة لتحقيق النجاح من خلال تقديم مشورة وتحليل سليمَين، ورؤية ما لا يمكنهم رؤيته، ويجب أن يطرح الأسئلة أو يرفض إذا اتخذت الشركة تفسيراً غير دقيق أو قراراً غير فعال، كما عليه أن يستمع جيداً ويجيب عن جميع أسئلة العملاء، ويوجههم عند الحاجة، ويشرح بحثه أو أفضل الممارسات لدعم ما يوصي به أو لشرح ما يوجِّه آراءه.

في الختام

يعد دورك بوصفك مستشاراً للتنوع والشمول صعباً لسببين:

أولاً: ليس من السهل التبديل بفعالية بين الأدوار المختلفة يومياً، فقد تقدِّم تفاصيل برنامج في يوم، وفي اليوم التالي تحل نزاعاً شخصياً بين موظفين.

ثانياً: من الصعب توحيد الجميع في المنظمة حول الخطة نفسها، ولكن بمجرد أن تعتاد على ذلك، ستحب وظيفتك، ولا يمكن إنكار قيمة مستشار التنوع والشمول في بيئة العمل الحالية.