8 مهارات يمتلكها المستشارون الإداريون -الجزء الثاني

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن 4 مهارات يمتلكها المستشارون الإداريون، وسنكمل الحديث في هذا الجزء الثاني والأخير منه عن بقية المهارات، فتابعوا معنا السطور الآتية:

مهارات يمتلكها المستشارون الإداريون

5. التحول الرقمي

يمكن للمؤسسات أن تتبنَّى التقنيات الرقمية لتحسين العمليات وتجربة العملاء والكفاءة العامة، ومن الهام ملاحظة أنَّ التحول الرقمي لا يتعلَّق بالتكنولوجيا فحسب، بل إنَّه نهج شامل يشمل الأشخاص والعمليات والثقافة والاستراتيجية، فهو يتطلب التزاماً قيادياً قوياً، وإدارة تغيير فعالة، ورؤية واضحة لدفع التغيير الهادف والمستدام عبر المنظمة، فإذا تم تنفيذ التحول الرقمي بنجاح، فيمكنه فتح فرص نمو جديدة، وتحسين الكفاءة التشغيلية، وتعزيز عرض القيمة الإجمالية للعملاء وأصحاب المصلحة.

  • التكامل التكنولوجي: دمج التقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء (IoT) والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة وسلسلة الكتل والأتمتة في العمليات والأنظمة الحالية.
  • النهج المرتكز على العملاء: التركيز على فهم احتياجات العملاء وخياراتهم المفضلة، واستخدام الحلول الرقمية لتعزيز تجارب العملاء عبر جميع نقاط التواصل.
  • اتِّخاذ القرارات المبنية على البيانات: الاستفادة من البيانات والتحليلات لاتخاذ قرارات مستنيرة واستباقية، والتنبؤ بالتوجهات، وتحديد الفرص الجديدة.
  • تحسين العملية: تبسيط وأتمتة سير العمل والعمليات التجارية لتحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء اليدوية وتعزيز الإنتاجية.
  • الابتكار والمرونة: تشجيع ثقافة الابتكار والتحسين المستمر للتكيف مع ظروف السوق المتغيرة بسرعة والبقاء في صدارة المنافسة.
  • تمكين الموظفين: تزويد الموظفين بالمهارات والأدوات الرقمية اللازمة للعمل بكفاءة وفاعلية، وتعزيز التعاون والتواصل.
  • إعادة ابتكار نموذج الأعمال: إعادة التفكير وإعادة تعريف نموذج الأعمال الأساسي، ليتوافق مع البيئة الرقمية والاستفادة من الفرص الناشئة.
  • التعاون في النظام البيئي: الشراكة مع أصحاب المصلحة الخارجيين، والشركات الناشئة، والشركات الأخرى للتعاون المشترك والاستفادة من التآزرات ضمن نظام بيئي رقمي أوسع.
  • الأمن وإدارة المخاطر: معالجة تحديات الأمن السيبراني وتنفيذ ممارسات قوية لإدارة المخاطر، لحماية الأصول والبيانات الرقمية.

6. إدارة الأداء ومؤشرات الأداء الرئيسة

إدارة الأداء هي أداة حاسمة لمواءمة جهود الأفراد والفرق مع الأهداف التنظيمية، وتحسين المساءلة، ودفع التحسين المستمر وتتضمن:

  • تحديد الأهداف: تحديد أهداف وغايات محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً للأفراد والفرق بما يتوافق مع الأولويات الاستراتيجية للمنظمة.
  • مراقبة الأداء: تتبع ومراقبة التقدم المحرز نحو الأهداف المحددة بانتظام، ويتضمن ذلك جمع البيانات وتحليلها لتقييم الأداء.
  • تقييم الأداء: إجراء تقييمات دورية لتقييم أداء الأفراد والفرق مقارنة بالأهداف المحددة، ويمكن أن يشمل ذلك التقييم الذاتي، وتقييمات المديرين، ومراجعات الأقران.
  • التغذية الراجعة والكوتشينغ: تقديم التغذية الراجعة البنَّاءة والكوتشينغ للموظفين بناءً على تقييمات الأداء، فالتغذية الراجعة ضرورية لتحديد نقاط القوة ومجالات التحسين.
  • التقدير والمكافآت: تقدير ومكافأة الأفراد والفرق عالية الأداء لتعزيز السلوكات الإيجابية وتحفيز التميز المستمر.
  • خطط تحسين الأداء: بالنسبة إلى الموظفين الذين لا يلبون توقعات الأداء، يمكن تنفيذ خطط تحسين الأداء لتوفير نهج منظم للتحسين.
  • التطوير والتدريب: تحديد احتياجات التطوير وتوفير التدريب والموارد ذات الصلة لتعزيز المهارات والكفاءات.
  • التطوير الوظيفي: ربط الأداء الفردي والتطوير بفرص التقدم الوظيفي داخل المنظمة.

تتضمن مؤشرات الأداء الرئيسة نمو الإيرادات والمبيعات، ودرجات رضى العملاء، ومعدلات دوران العمالة، والإنتاجية، ومقاييس الكفاءة، وهوامش الربح، والعائد على الاستثمار (ROI)، وعدد الزيارات إلى موقع الويب ومعدلات التحويل، والوقت المناسب لتسويق المنتجات الجديدة، وما أشبه ذلك.

7. أبحاث السوق ورؤى العملاء

تتجلى أهمية أبحاث السوق وفهم سلوك العملاء لاتخاذ قرارات تجارية مستنيرة بـ:

أبحاث السوق:

تشمل أبحاث السوق كلاً من أساليب البحث الأولية والثانوية، ويتضمن البحث الأولي جمع البيانات مباشرة من العملاء والمستهلكين المحتملين من خلال الاستطلاعات، والمقابلات، ومجموعات التركيز، والملاحظات.

من ناحية أخرى، يتضمن البحث الثانوي جمع البيانات من المصادر الموجودة مثل المنشورات الحكومية، وتقارير مجال العمل، والأوراق الأكاديمية، ومستودعات البيانات الأخرى ذات الصلة، وتتضمن المكونات الرئيسة لأبحاث السوق تقسيم السوق (تقسيم السوق إلى مجموعات متميزة بناءً على الخصائص مثل الخصائص الأساسية، والسلوكات، والخيارات المفضلة)، وتحليل توجهات السوق، وتحليل المنافسين، وتوصيف العملاء.

رؤى العملاء:

لتوليد رؤى العملاء، تستخدم الشركات التحليلات المتقدمة، واستكشاف البيانات، وتقنيات التعلم الآلي لاستخراج الأنماط والتوجهات من مجموعات كبيرة من بيانات العملاء، وتوفر هذه الرؤى معلومات قيمة تسمح للشركات بتحديد المشكلات، واكتشاف الفرص، وتوقع احتياجات العملاء، وهذا يؤدي في النهاية إلى اتخاذ قرارات أفضل وتحسين أداء الأعمال.

إنَّ أبحاث السوق ورؤى العملاء هي تخصصات مترابطة تسهم في نجاح الشركة من خلال توفير فهم عميق للسوق وعملائها، ومن خلال أبحاث السوق، تجمع الشركات البيانات ذات الصلة، بينما تساعدها رؤى العملاء على استخلاص استنتاجات ذات معنى وقابلة للتنفيذ من هذه البيانات لاتخاذ قرارات تجارية مستنيرة.

8. إدارة المشاريع

منهجيات وأدوات إدارة المشاريع وأفضل الممارسات لإنجاز المشاريع بنجاح:

  • تخطيط المشروع: تتضمن هذه المرحلة تحديد أهداف المشروع، ونطاقه، والنتائج المتوقعة، والجدول الزمني، فيعمل فريق الاستشارات بشكل وثيق مع العميل لفهم احتياجاته، وتوضيح التوقعات، وتحديد أهداف قابلة للقياس للمشروع.
  • تخصيص الموارد: تحديد وتخصيص الموارد اللازمة، سواء البشرية أم المادية، هو جزء حاسم في إدارة المشاريع، فتضمن شركة الاستشارات امتلاكها الخبرة والمهارات والقدرات المناسبة لتنفيذ المشروع بفاعلية.
  • إدارة المخاطر: إنَّ تحديد المخاطر المحتملة وتطوير استراتيجيات لتخفيف المخاطر هو أمر هام جداً في مشاريع الاستشارات؛ لذا يجب على الاستشاريين توقع التحديات التي قد تنشأ خلال المشروع، ووضع خطط طوارئ لمعالجتها بشكل استباقي.
  • تنفيذ المشروع: خلال هذه المرحلة، يجري فريق الاستشارات نشاطات التحليل، والبحث، وحل المشكلات، إضافة إلى جمع البيانات، وإجراء المقابلات، وتحليل المعلومات، وتقديم التوصيات بناءً على خبرتهم ونتائجهم.
  • التواصل وإدارة أصحاب المصلحة: يعد التواصل الفعال أمراً حيوياً لإبقاء العميل على اطلاع بتقدم المشروع والأهداف المرحلية وأي تغييرات في الخطة، وتضمن إدارة توقعات أصحاب المصلحة وإبقائهم مندمجين طوال المشروع التعاون السلس والمشاركة في الحلول المقترحة.
  • مراقبة الجودة: تحافظ الشركة الاستشارية على رقابة صارمة على الجودة لضمان دقة وملاءمة عملها، وتجري مراجعة النتائج والتحقق من صحتها لتلبية أعلى المعايير قبل تقديمها للعميل.
  • مراقبة المشروع والتحكم فيه: تعد المراقبة الدورية لتقدم المشروع بالقياس إلى الجدول الزمني والميزانية المحددين أمراً ضرورياً لتحديد أي انحرافات واتخاذ الإجراءات التصحيحية على الفور، وهذا يساعد على إبقاء المشروع على المسار الصحيح وضمن النطاق.
  • إغلاق المشروع: بمجرد تحقيق أهداف المشروع، يقدم فريق الاستشارات توصياته وتقاريره النهائية للعميل، وتضمن عملية إغلاق المشروع الرسمية اكتمال جميع النتائج، ورضى العميل عن النتائج.

في الختام

لقد برزت الاستشارات الإدارية بوصفها مورداً لا غنى عنه للشركات التي تسعى إلى الازدهار في المشهد التنافسي الحالي، فمن خلال تسخير خبرات المستشارين الخارجيين، يمكن للمؤسسات اكتساب وجهات نظر جديدة والتغلب على التحديات وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لقدراتها.

من التخطيط الاستراتيجي إلى الكفاءة التشغيلية وتنمية المواهب، تعمل الاستشارات الإدارية على تمكين الشركات من تحقيق النجاح الدائم ومستقبل مليء بالنمو والابتكار.

أحدث المقالات

ابق على اطلاع بآخر المستجدات

کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة