3 خطوات لإطلاق مشروع قابل للتوسيع

إذا كنت مهنياً مستقلاً وترغب بمشروع قابل للتوسيع، مثل إنشاء شركة استشارية أو شركة ناشئة مبتكرة ضمن مجال تخصصك، بدلاً من العمل في وظيفة عادية، فسوف يفيدك هذا المقال؛ لأنّه يسلّط الضوء على خطوات إطلاق المشاريع الخاصة.

في ما يلي، 3 خطوات لإطلاق مشروع قابل للتوسيع:

  • التحقق من امتلاك المقوِّمات اللازمة لإنشاء مشروع تجاري.
  • التأكد من وجود طلب على المشروع القابل للتوسيع.
  • تقييم الخيارات المتوفرة لإنشاء المشروع.

أهمية إنشاء مشروع تجاري

من الضروري فهم التغيير الجذري الذي سيطرأ على حياة المرء نتيجة تحوله من موظف مستقل إلى مؤسس شركة، فهو ليس مجرد لقب يغيره؛ بل يتطلب الأمر تغيير طريقة تفكيره كلياً. تقتصر مهمة العاملين المستقلين الأساسية على تقديم عمل عالي الجودة؛ بينما يتولى المؤسسون مهام أوسع تتجلى في وضع الأهداف، وإدارة الفِرَق، والإشراف على الشؤون المالية، والاهتمام بعدد كبير من المسؤوليات التي يفرضها إنشاء المشروع وتوجيهه.

خطوات إطلاق المشاريع التجارية

 في ما يلي، 3 خطوات أساسية لإطلاق مشروع تجاري قابل للتوسيع:

1. التحقق من توفر المقوِّمات اللازمة لإنشاء مشروع تجاري

لنفترض أنَّك قررت تحويل عملك المستقل إلى شركة تجارية، عليك أن تتأكد من أنَّك قادر على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة؛ فربما تكون مستشاراً في مجال تكنولوجيا المعلومات مثلاً، ولم تعمل حتى الآن إلا بصفة موظف مختص أو مقاول، أو ربما تعاقدت مع رب العمل السابق، أو انتقل مديروك السابقون إلى شركات جديدة وقاموا بتعيينك.

لكن، تختلف ريادة الأعمال الفردية كلياً عن إنشاء مشروع تجاري، سواءٌ أكان شركة استشارية صغيرة، أم شركة كبيرة قابلة للتوسيع؛ إذ يتطلب الأمر حُسن إدارة كثيرٍ من المسؤوليات، مثل: العثور على مؤسسين مشاركين، وقيادة فريق العمل وتحفيزه، ووضع خطة تسويقية فعالة، وعدم التردد في طلب الخدمات من المعارف وشبكة العلاقات.

على الجانب الآخر، الجانب الإداري من العمل له متعة خاصة، وعلى الرغم من إمكانية الاستعانة بمصادر خارجية لإدارة الأمور القانونية والمالية، ولكن لا يُنصَح بذلك.

مشروع تجاري

2. التأكد من وجود طلب على المشروع

أجرى المستشار والمستثمر "ليني راتشيتسكي" (Lenny Rachitsky) مقابلات مع 30 من المؤسسين الناجحين للشركات الناشئة واستعلم منهم عن كيفية التأكد من وجود طلب على الخدمات أو المنتجات التي يروجون لها، وقدموا الإجابات الآتية:

  • عدم إنشاء أي منتج في البداية؛ بل تقديم خدمة تحل مشكلة تواجهها بعض الشركات.
  • مقابلة أكبر عدد ممكن من المستخدمين المحتملين لمعرفة مشكلاتهم.
  • بناء نموذج أولي، ثم التعاون مع عدد من شركاء التصميم بهدف تطويره وتحسينه.
  • إطلاق المنتج أو الخدمة، وتقييم مدى نجاح الأمر.
  • الترويج للمنتج قبل إنشائه لمعرفة ما إذا كان الناس على استعداد لشرائه.

يجب التحقق من أمرين للتأكد من وجود طلب على الخدمات أو المنتجات: رغبة الناس بشرائه، والمبلغ الذي ينوون دفعه لقاءه.

3. تقييم الخيارات المتوفرة لإنشاء المشروع

1. شركة استشارية

هذا الخيار مناسب للمستشارين المستقلين، أو الموظفين الذين يعملون في شركات استشارية كبيرة؛ حيث يمكن توظيف مجموعة من المستشارين لتقديم الخدمات الاستشارية، مع توكيل المهام الروتينية للموظفين المبتدئين. يمكن إنشاء نوعين من الشركات الاستشارية: إما التركيز على تخصص محدد، أو إنشاء مجموعة من الأقسام التي تضم عدة تخصصات.

2. شركة أو وكالة استشارية متخصصة

يُركَّز هنا على مجال أو تخصص محدد يجعل رائد الأعمال خبيراً فيه، بحيث يستطيع أن يتقاضى أسعاراً عالية، ويبني سمعة حسنة.

3. شركة استشارية تقدم خدمات كاملة

يقدم هذا النموذج مجموعةً واسعةً من الخدمات التي تلبي الاحتياجات المختلفة للعملاء، وعلى الرغم من أنَّه يتيح الاستحواذ على جزء كبير من السوق، إلا أنَّه يتطلب توظيف فريق متنوع يتمتع بالخبرة في عدة مجالات.

في حال كنت محاسباً، ولديك علاقات قوية مع الرؤساء التنفيذيين والمديرين الماليين في الشركات الصغيرة والمتوسطة مثلاً، فيمكنك محاولة الاستحواذ على نفقات الاستشارات الخاصة بهم في المجالات المالية والقانونية والعمليات عن طريق توسيع فريقك ليشمل هذه المهارات؛ ولكن يقتضي هذا النهج التنافس مع الشركات المتخصصة والعلامات التجارية الكبيرة التي تقدم خدمات كاملة.

من الأفضل أن يركز المستقلون على مجال تخصصهم، على الأقل في البداية. مع ذلك، يمكن إضافة مجالات قريبة منه خاصة حين يكون العملاء أنفسهم مهتمين بها.

يُذكَر من أمثلة هذه الشركات:

3.1. استشارات الموارد البشرية والتدريب في الشركات

إذا كان مجال التخصص هو استشارات الموارد البشرية، فيمكن إضافة برامج التدريب أو تطوير القيادة.

3.2. تطوير المواقع الإلكترونية والتسويق الرقمي

إذا كان مجال التخصص تطوير المواقع الإلكترونية للشركات الصغيرة والمتوسطة، فقد يحتاج العملاء غالباً إلى خدمات إضافية مثل: واجهة أو تجربة المستخدمين، أو تحسين محركات البحث، أو إنشاء المحتوى، أو حتى البحث المدفوع، أو التسويق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

3.3. التطوير والكوتشينغ

إذا كان الموظف المستقل مطوراً خبيراً، فيمكنه تقديم خدمات الكوتشينغ أيضاً لرؤساء قسم التكنولوجيا.

4. شركة ناشئة

إذا كان الموظف المستقل لا يرغب بمشروع يعتمد على تقديم خدمات يتقاضى أتعابها على الساعة، ويهدف إلى إنشاء شركة كبيرة تنال شهرة واسعة، فعليه بالشركة الناشئة التي يستطيع إطلاقها من خلال الاستفادة من خبرته الكبيرة في التحديات التي يواجهها العملاء. يُذكَر من أمثلة هذه الشركات الناشئة:

شركة ناشئة

4.1. الاستشارة القانونية والتكنولوجيا القانونية

تتسم بعض إجراءات الاستشارة القانونية بالرتابة؛ لذا يُنصَح باعتماد مجال "التكنولوجيا القانونية" (LegalTech) الذي يسمح بأتمتة عمليات مراجعة العقود، وتقديم طلبات براءات الاختراع على سبيل المثال.

4.2. تصميم الرسوميات ومنصات التصميم

يجد مصممو الرسوميات صعوبة في تحديد مصادر الأصول أو التعاون مع العملاء؛ لذا يمكن إنشاء منصة تحل هذه المشكلة عن طريق تقديم أدوات مخصصة للمصممين.

تجدر الإشارة إلى أنَّ بناء الشركات الناشئة يختلف تماماً عن الشركات الاستشارية؛ إذ لا يقتصر الأمر على الاستفادة من خبرتك فحسب؛ بل يتطلب إنشاء مسارات عمل جديدة، وتغيير الأعراف السائدة، والانتقال من تقديم الخدمات إلى إنشاء حلول قابلة للتوسيع، مما يعني الحاجة إلى خطة جديدة، والاستعداد لمواجهة المخاطر، والتكيف مع واقع العمل المتغير دوماً.

5. المشاريع المشتركة

يقوم هذا المشروع على إقامة شراكة بين مؤسستين أو أكثر لتحقيق هدف محدد من خلال جمع مكامن قوة كل منها. يُعد هذا الخيار مناسباً للمستقلين كخطوة أولى لاختبار قابلية المشروع للتوسيع، دون تحمل جميع المخاطر والمسؤوليات لوحدهم.

في ما يلي، بعض الأمثلة عن هذه الشراكات:

  • المهندس المعماري مع المطور العقاري: قد يتشارك مهندس معماري يقدم تصميمات مبتكرة مع مطور عقاري لإنشاء هذه التصميمات، بحيث يقدم المهندس المعماري الأفكار، بينما يتولى المطور مسؤولية رأس المال والموارد.
  • محلل البيانات مع وكيل التسويق: يستطيع محلل البيانات الذي لديه خبرة في سلوك المستهلكين إقامة شراكة مع وكيل للتسويق لتقديم حلول تسويقية تعتمد على البيانات، بحيث يقدم المحلل الأفكار، بينما ينشئ الوكيل الحملات التسويقية.

عند إقامة الشراكات، من الهام الاتفاق على الأمور التالية: مسؤوليات كل طرف، وكيفية تقسيم الأرباح أو الخسائر، واستراتيجية فض الشراكة.

في الختام

يتعلق إنشاء مشروع قابل للتوسيع بإيجاد ما يناسب طموحاتك، سواء أكان بناء شركة كبيرة، أم مشروع صغير تبدأ به. مهما كان المسار الذي تختاره، من الهام الاستمتاع بهذه الرحلة، وعدم الاستسلام عند مواجهة العقبات.

أحدث المقالات

ابق على اطلاع بآخر المستجدات

کن على اطلاع بآخر المقالات والمصادر والدورات القادمة