4 اختلافات أساسية بين المستشار والمتعاقد

يزداد الطلب على العاملين المستقلين في الوقت الحالي، ولكن عليك أن تختار طريقة مناسبة لترويج خدماتك أمام العملاء المحتملين، فيمكنك أن تعمل بصفتك مستشاراً أو متعاقداً وتستفيد من مزايا جدول العمل المرن والمدخول المادي الممتاز في كل من النموذجين، ولكن عليك أن تفهم في البداية الفوارق الرئيسة فيما بينهما وتختار النموذج الذي يناسب أهدافك واحتياجاتك.

يقارن المقال بين وظيفتي المستشار والمتعاقد ويقدم معلومات مفصلة عن الاختلافات بينهما.

3 أفكار رئيسة توضح نتائج المقارنة بين المستشار والمتعاقد

  • يكمُن الفرق الرئيس بين المستشار والمتعاقد في أنَّ المستشار يقدم نصائح ويقترح حلولاً بناءً على احتياجات المؤسسة، في حين يُلزَم المتعاقد بتنفيذ المهام التي تحقق الأهداف المُتفَق عليها.
  • يقدم المستشارون والمتعاقدون خبرات ومهارات إضافية للمؤسسة، وغالباً ما يُطلَب منهم تأدية مهام محددة دون الحاجة لتوقيع عقود طويلة الأمد، وهذا يساعد المؤسسة على تخطيط الموارد والميزانية.
  • تشمل مزايا العمل وفق هذين النموذجين تحقيق الاستقلال المهني، وكسب أجر أعلى من الوظيفة التقليدية، والحصول على تعويضات وخصومات تشمل تكاليف المعدات والأدوات المستخدمة.

الفرق بين المستشار والمتعاقد

يكمن الفرق الأساسي بين المستشار والمتعاقد في أنَّ المستشار هو خبير مسؤول عن تقييم احتياجات العميل وتقديم النصائح والمقترحات، في حين تقتضي وظيفة المتعاقد تقييم مطالب العميل وتطبيق المقترحات على أرض الواقع.

المستشار

المستشار هو عامل مستقل يمتلك خبرة كبيرة في مجال محدد وتتعاقد معه الشركة للاستفادة من نصائحه في أثناء العمل على تنفيذ أهدافها الرئيسة، فيُجري المستشار عدة اجتماعات مع فريق القيادة لكي يفهم طبيعة المشروع ويضع خطة تنفيذه، والمستشار مسؤول عن حل المشكلات وتحسين إجراءات عمل المؤسسة عن طريق تقديم النصائح والمقترحات في حين يتولى الموظفون الثابتون مهمة التنفيذ.

يمكن أن تتعاقد الشركة على سبيل المثال مع مستشار مختص في مجال تعزيز الكفاءة بغية تحسين إجراءات العمل وتقليل التكاليف، فيقوم المستشار بتحليل عمليات استثمار الموارد، وتقييمها، وتقديم مقترحات لتحسين أداء الفريق وتوفير التكاليف.

قد ينصح المستشار بزيادة التركيز على التصنيع، ويقدم مقترحات عن كيفية تحقيق هذا الهدف وليكن عبر تشجيع المؤسسة على تطبيق أنظمة الأتمتة التي لا تتطلب إشراف الموظفين عليها.

المتعاقد

المتعاقد هو عامل مستقل تعيِّنه المؤسسة لتأدية وظيفة محددة لفترة مؤقتة، ويجتمع المتعاقد مع العميل لكي يفهم متطلباته وينجز المهام المطلوبة منه، ويُعد المتعاقد موظفاً مستقلاً يعمل مقابل أجر معيَّن بحيث ينتهي العقد عند تحقيق الهدف المُتفَق عليه، ويمكن أن تعيِّنه المؤسسة مؤقتاً للقيام بأعمال بسيطة مثل تنظيم البريد الإلكتروني، أو تأدية مهام معقدة مثل برمجة التطبيقات.

تعتمد قيمة المتعاقد على مقدار الطلب على الوظائف التي يقوم بها في السوق، ورغم أنَّه يحتاج إلى بعض المهارات التقنية الأساسية لتأدية العمل المطلوب إلا أنَّه غير مضطر لاكتساب خبرة كبيرة في مجال عمل الشركة.

يمكن أن تعيِّن المؤسسة متعاقد لكتابة رسائل البريد الإلكتروني في الحملة التسويقية، وهذا يتطلب منه إتقان صياغة المحتوى الإعلاني بطريقة جذابة يفهمها الجمهور، ولا تتطلب مثل هذه المهام إتقان مهارات التسويق مثل تحليل البيانات أو تنظيم مراحل تجربة العملاء على سبيل المثال.

فيما يأتي 4 اختلافات أساسية بين المستشار والمتعاقد:

1. نطاق العمل

يتولى المستشار مهمة اقتراح طرائق عمل مبتكرة تساعد العميل على تحقيق أهدافه، والتغلب على التحديات التي يعاني منها، وتوفير الوقت والمال والجهد، ولا يُطلَب من المستشار تطبيق الاستراتيجيات المقترحة، فيتولى العميل مسؤولية التنفيذ على أرض الواقع، وبالمقابل، يقوم المتعاقد بتنفيذ المهمة، فتنص بنود العقد في العادة على تكليف المتعاقد بإنجاز مجموعة من المهام وفق الطريقة التي تناسب العميل.

2. عدد ساعات العمل

يعمل المتعاقد مع العميل بموجب عقد يوضح عدد ساعات العمل المطلوبة لإنجاز المهمة بناءً على ميزانية العميل، ولا يلتزم المستشار بساعات عمل محددة في أثناء تأدية خدماته، بل إنَّه عادةً ما يعمل لحين انتهاء المشروع.

3. الأجور

يتقاضى المستشار مستحقاته عن كامل المشروع، وغالباً ما يعتمد على خبراته في تحديد مدة المشروع والأجر المناسب للوقت والجهد المطلوب، ويقوم المستشار في غالب الأحيان بإرسال عرض يوضح فيه الخطة الزمنية والأجر المطلوب للعمل في المشروع، وينتظر رد العميل، وعادةً ما يتقاضى المتعاقد الأجر بالساعة، وغالباً ما يعيِّنه العميل لفترة زمنية محددة في أثناء العمل على المشروع.

4. عدد العملاء

يمكن أن يتعاقد المستشار مع عدة عملاء في نفس الوقت لأنَّه غير مُلزَم بساعات عمل محددة، فيتميز المستشار المخضرم بقدرة بارزة على العمل مع عدة عملاء في نفس الوقت دون أن تتأثر جودة النتائج، وبالمقابل، يتفق المتعاقد عادةً مع عميل واحد فقط لأنَّه مُلزَم بساعات عمل محددة.

حاجة الشركات للمستشارين والمتعاقدين

فيما يأتي مجموعة من الأسباب التي توضح حاجة الشركات إلى المستشارين والمتعاقدين:

  • الخبرة: يقدم كل من المستشار والمتعاقد معلومات دقيقة عن موضوع محدد، ويمكن أن يزود الشركة بوجهات نظر مختلفة؛ لأنَّ مهاراته تناسب أهداف واحتياجات المرحلة الراهنة.
  • العمليات اليومية: يمكن أن تحتاج الشركة إلى التعاقد مع موظفين مستقلين لإنجاز مهام العمل اليومية المعتادة عندما تنشغل القوى العاملة الأساسية بالمشاريع الضخمة، وتضمن هذه الطريقة إنجاز المهام اليومية وتفريغ الموظفين الدائمين للعمل على المشاريع.
  • التكاليف الثابتة: تعرف الشركة مسبقاً تكاليف خدمات المستشار والمتعاقد، وبإمكانها تمديد العقد بناءً على نتائج العمل المُحرَز وفق العقد المبدئي، ولا تترتب على الشركة تكاليف إضافية عند تعيين مستشار أو متعاقد مستقل.
  • المهارات: تحصل الشركة على المهارات التي تحتاج إليها في المرحلة الراهنة عندما تتعاقد مع موظف مستقل، وتبرز هذه الحالة في الشركات التي تفتقر للموارد أو الكفاءات اللازمة لإنجاز مشاريع تكنولوجيا المعلومات على سبيل المثال.
  • القدرة على تحمُّل التكاليف: يمكن أن تتعاقد الشركة مع موظفين مستقلين وتوفر كثيراً من التكاليف الإضافية، وخاصة عندما تحتاج لمهارات إضافية في مشروع أو مرحلة مؤقتة.
  • المرونة: تتغير ضغوطات العمل في بعض الشركات من وقت لآخر، وهذا يدفعها إلى الاستفادة من خيار التعاقد مع موظفين مستقلين عند الحاجة، وتختار بعض الشركات إلى تعيين مستشار أو متعاقد للعمل على مشاريع أو مهام محددة دون الحاجة إلى الالتزام على الأمد الطويل، وهو ما يساعدها على تخطيط ميزانية المشاريع المستقبلية.

المستشار والمتعاقد

فوائد العمل بصفة متعاقد أو مستشار

فيما يأتي مجموعة من الفوائد التي تنجم عن العمل بصفة مستشار أو متعاقد:

1. تحقيق الاستقلالية المهنية

ثمة مجموعة من المحاسن والمساوئ المرتبطة بهذه الاستقلالية، فمن جهة، يمكنك أن تختار توقيت، ومكان، وإجراءات العمل مثلما تشاء، ولكن من جهة أخرى، يجب أن تضع في حسبانك أنَّ المدخول المادي يعتمد على جودة وكمية العمل الذي تنجزه، فيمكنك على سبيل المثال أن ترفع أسعارك أو تبحث عن فرص عمل جديدة لكي تزيد أرباحك، فيختار معظم المستشارين والمتعاقدين عدم الاعتماد على مصدر دخل واحد.

2. الحصول على أجر أعلى من الموظفين الدائمين

تدفع الشركات للعاملين المستقلين أجوراً أعلى من الموظفين الثابتين، وقد تكتشف على سبيل المثال أنَّ الشركة تتقاضى من العملاء مبالغ أكبر بكثير من أجورك الساعية على العمل الذي تنجزه، وهو ما يشجعك على العمل بشكل مستقل وبأجر أعلى.

هذه الطريقة مناسبة لميزانية الشركة؛ لأنَّها توفر كثيراً من التكاليف الإضافية المطلوبة في حالة الموظفين الدائمين مثل تعويض البطالة والضمان الصحي، وتعتمد الأجور على نتائج المفاوضات بين الموظف المستقل والعميل من جهة، ومقدار الطلب على المهارات من جهة أخرى.

3. الحصول على خصومات ضريبية

فيما يأتي أمثلة عن الخصومات الضريبية التي يحصل عليها العامل المستقل:

  • مصاريف العمل من المنزل: يمكنك أن تخصم جزءاً من فواتير الخدمات ومبلغ الإيجار وغيرها من المصاريف، فتقدِّم "وكالة الإيرادات الكندية" (CRA) قواعد دقيقة لحساب هذه الخصومات.
  • تكاليف استخدام السيارة: يمكنك أن تستفيد من هذه الخصومات إذا كنت مُلزَماً بالدوام في مقر الشركة وحضور الاجتماعات، ويجب الاحتفاظ بسجل دقيق لتفاصيل الرحلات المتعلقة بالعمل، مع الحرص على استثناء الاستخدامات الشخصية.
  • معدات العمل: يمكنك أن تطالب بخصم جزء من تكاليف استهلاك المعدات التي تستخدمها في حالة العمل من المنزل مثل جهاز الحاسوب والطابعة، وتشمل الخصومات الأدوات والمواد التي تستخدمها في العمل أيضاً.

في الختام

يمكن القول إنَّ العمل بصفة مستشار أو متعاقد يحمل معه مجموعة من المزايا والتحديات التي تعتمد بشكل أساسي على طبيعة العمل ومتطلبات العميل، فيقدم كل من المستشار والمتعاقد قيمة مضافة للشركات، سواء من خلال تقديم الخبرات والمشورة الاستراتيجية أم تنفيذ المهام المتفق عليها.

على الرغم من اختلاف نطاق العمل والأجور وأسلوب التعامل مع العملاء، يبقى العامل المستقل خياراً مثالياً للشركات التي تبحث عن المرونة والكفاءة دون الالتزام بعقود طويلة الأمد، وفي النهاية، يبقى القرار بين أن تكون مستشاراً أو متعاقداً مرتبطاً بأهدافك المهنية والشخصية وبكيفية تحقيق التوازن بين الاستقلالية والالتزام.

Latest Articles

Stay up-to-date with the latest

Be aware of the latest articles, resources and upcoming courses